الأصل فى الديمقراطية الحقيقية هو اللجوء إلى المواطنين مباشرة، واستطلاع آرائهم فى حاكم يأتى أو يستمر، أو حاكم يسقط أو ينسحب، ولكن لصعوبة تحقيق ذلك الهدف من خلال ما نطلق عليه الديمقراطية المباشرة، لجأت الديمقراطيات الحديثة إلى «الصندوق» كأداة للتعبير عن الرأى، وللانتخابات العامة كآلية للوصول إلى الهدف، وبذلك نرى أن «شرعية الصندوق» هى الدرجة الثانية، بينما «شرعية الشارع» هى الشرعية المباشرة، والنموذج الأول للتعبير عن الرأى، خصوصًا أن آراء الناخبين قد تتغير فى فترة قصيرة، وتحتاج إلى انتخابات جديدة مبكرة، ويكفى أن نتذكر أن «أدولف هتلر» جاء إلى السلطة من خلال صندوق انتخابات عندما اكتسح «الحزب القومى الاشتراكى» منافسيه، وحصد أصوات الألمان، ثم كانت النتيجة هى «القهر» و«الخراب» و«الهزيمة» التى أدت إلى تقسيم الدولة الألمانية بعد حرب عالمية دامية كان «هتلر المنتخب» هو التعبير السياسى عنها ونظامه الذى وقف وراء مأساة تاريخية كبرى.