يخطئ من يعتقد أن السيدة كاترين آشتون المفوضة الأوروبية قد جاءت إلى مصر بمبادرة أوروبية.. صحيح أنها التقت بعدد من رموز النظام إلى جانب ممثلى «تمرد» و«6 إبريل» والمعارضة المصرية، التى يمثلها حزبا «الحرية والعدالة» و«النور» السلفى.
هى جاءت أوروبيًا من قبل تحصيل الحاصل، لكن أمريكا جاءت لتكون «عين» أمريكا على أحداث مصر.. فالمؤكد أن أوروبا تلعب دورًا أمريكيًا فى المنطقة.. وكان الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شراك قال فى تصريحات علنية بعد أن التقى السيدة كونداليزا رايس، إنه لم يعد مسموحًا لأوروبا أن تخطئ مرة ثانية فى إشارة إلى أن أوروبا سوف تعود منذ الآن فصاعدًا إلى بيت الطاعة الأمريكى.
وللإنصاف فقد عادت أوروبا فعلًا لا قولًا لتلعب دور «المراسلة» الأمريكية بعد أن كانت تتطلع إلى أن تلعب دور الاتحاد السوفيتى السابق وتتوازن مع أمريكا ليسير العالم على قدمين، على حد تعبير أحد وزراء خارجية فرنسا!
المهم أن السيدة كاترين آشتون لم تفعل أى شىء وتحدثت مع وزير خارجية أمريكا السيد كيرى عبر الهاتف وكأنها تقول لقد فعلت ما أمرتنى به.
والحق أن السيدة آشتون تفادت منذ البداية استخدام لفظ الانقلاب العسكرى فى وصفها أحداث مصر، وإن كانت أهابت بجميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم التورط فى أعمال عنف.. وهو الشىء الذى تحدث به السيد كيرى أكثر من مرة عند تناوله لأحداث مصر.
لكن للإنصاف يجب أن نذكر أن تصريح السيدة آشتون لممثلى الجماعة، الذين التقت بهم الخاصة بالتعامل مع عزل مرسى على أنه واقع لم تأت إلا بعد أن رأت العالم أن أكثر من أربعين مليونًا قد خرجوا إلى الشوارع وأعطوا عبد الفتاح السيسى تفويضًا أو شيكا على بياض لمواجهة العنف والإرهاب.
كما أن هذا التصريح الذى يدل على أن الموقف الغربى قد تغير تمامًا لم يأت إلا بعد أن أصدر النائب العام حكما بإيداع مرسى السجن لمدة خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق فى قضايا التخابر مع جماعة أجنبية عن مصر.
والأهم أن زيارة السيدة آشتون تندرج فى إطار الغرب الذى يحترم القوانين.. منذ صرح وزير الداخلية بأن الاعتصام فى «رابعة» و«نهضة مصر» سيسير تحت سقف القانون.
باختصار: آشتون التى زارت مصر للمرة الثانية فى نحو أسبوعين تأملت جيدًا تصريحات السيسى الأولى، التى يرفض فيها الإقصاء أو الإبعاد.. لكن لا ننسى أن أوروبا نفسها قد انكوت بنار الإرهاب الإسلامى فى فرنسا وإسبانيا وبريطانيا.. بل هى صاحبة المصطلح الأبرز وهو مصطلح الإسلاموفوبيا» وهى لا ترضى أن تعم الفوضى والضعف ربوع مصر والعالم العربى.
د. سعيد اللاوندى يكتب: كاترين آشتون وبيت الطاعة الأمريكى.. جاءت لتكون عين واشنطن على الأحداث.. وأوروبا عادت لدور "المراسلة" بعد طموحات بلعب دور الاتحاد السوفيتى
الأربعاء، 31 يوليو 2013 06:49 م
كاترين آشتون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة