الزعيم يتطرق للإنسانيات ويزرع معنى الأبوة فى قلب مشاهديه

الأربعاء، 31 يوليو 2013 09:47 م
الزعيم يتطرق للإنسانيات ويزرع معنى الأبوة فى قلب مشاهديه الزعيم عادل إمام
كتب عمرو صحصاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح النجم عادل إمام فى مسلسله «العراف» الذى تمت إذاعته فى رمضان الجارى، فى تقديم خط درامى بعيد عن كوميديته المعهودة والتى ينتظرها الملايين من جمهوره ليس فى مصر وحدها بل من مختلف الدول العربية، كما هو معهود منه، حيث استطاع الزعيم فى العزف على الجانب النفسى الإنسانى، وهو ما رأيناه خلال الخط الدرامى الذى جمع الأب «عادل إمام» بأبنائه الأربعة الذين تغيبوا عنه بسبب رحيله من مكان لآخر ومن محافظة لأخرى خلال أحداث مسلسل «العراف».

وأضاف الزعيم بريقا جديدا للفنانين الأربعة الذين لعبوا أدوار أبنائه الأربعة فى المسلسل، وهم «أحمد فلوكس» المنتمى لأم بورسعيدية تزوجها «العراف» خلال رحلته هناك، و«شريف رمزى» رجل الأعمال والمنتمى لأم أرستقراطية، و«محمد عبدالحافظ» الشيخ السلفى المنتمى للمجتمع الصعيدى بالأقصر، فضلا عن ابنته الوحيدة «ريهام أيمن»، والتى ظهرت فى أعلى أدائها التمثيلى خلال تجسيدها لابنة العراف «قمر»، فعلى الرغم من تواجدها فى دراما رمضان على مدار 10 سنوات سابقة، فلأول مرة تظهر بشكل جاذب للجمهور، من خلال انغماسها فى شخصية الفتاة التى لا يشغلها أموال أبيها بقدر حبها لمعنى الأبوة وانتظارها لسنوات طويلة من أجل الشعور بهذا الإحساس، لتقدم الشخصية بشكل جيد وغير متصنع.

كذلك أحمد فلوكس الذى ابتسم له الجمهور لأول مرة على كوميديته بعد أن أسند له الزعيم مساحة كبيرة فى عمل تسلط عليه الأضواء فى موسم دراما رمضان التى ينتظرها المشاهد من العام للآخر، بعد أن انحصر فلوكس فى أدوار الشر التى لايتعاطف أو يبتسم لها الجمهور، كما يحسب للزعيم تواضعه الفنى وإسناد الإفيهات فى بعض الأحيان لفلوكس حتى يستطيع إبراز مواهبه الفنية ليخرج الجميع بشكل جيد وليس الزعيم فحسب، وهى ليست عادة النجوم الذين يكتفون بـ«تلميع» أنفسهم فقط، وأن تقتصر الابتسامة على وجه المشاهد من أجلهم وحدهم وليس لغيرهم.

وظهر محمد عبدالحافظ فى «العراف»، ليعيد الزعيم اكتشافه مرة أخرى، بإسناده دور أحد أبنائه وهو «الشيخ عبدالله»، المنتمى للفكر السلفى، الذى يحترم والده أيا كان، ولكنه ضد بعض أفعاله، ليلعب إمام من خلال شخصية ابنه السلفى على روح المحبة بين الأب والابن ورصد العلاقة الإنسانية التى تجمعهما من جهة، وفى نفس الوقت إلقاء الضوء على بعض المبالغات الدينية التى تتبعها الجماعة السلفية فى الكثير من الأحيان، حتى إنهم يُحرمون أن يرى الرجل زوجة ابنه أو يرى والدة ابنه بعد طلاقهما.

وقصد إمام من خلال هذا الخط انتقاد التيار السلفى بشكل ليس فيه إهانة لهم، بل تقديم السلبيات التى تجعل كثيرين يشعرون بأن الدين الإسلامى هو دين الرفض لكل شىء والتشدد والمبالغات، وتناول الزعيم هذه القضية بذكاء شديد حيث أعطى للسلفى حقه فى تمسكه بمبادئه واحترامه الشديد لوالده امتثالا بأمر الله «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا»، ولكنه يُحرم كل شىء وهذا يضر الإسلام أكثر ما يفيده.

ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للفنان شريف رمزى، الذى لا نراه كثيرا فى الدراما التليفزيونية، ليدفع به الزعيم فى شخصية «محمود»، لنشعر بأداء تمثيلى جديد على رمزى، والذى تطور للغاية، وفتح له طريقا جديدا فى مجال الدراما التليفزيونية.

ولم يكتف النجم الكبير عادل إمام الذى أعطاه الله نعمة إضحاك الجمهور، باللعب على جانب الخير فى علاقة الابن بوالده، بل حرص على تقديم نموذج الابن القاسى الذى جسده محمد الشقنقيرى بشكل أكثر من رائع أبكى من خلاله الجمهور انحيازا للأب الذى يواجه الإهانة من نجله، حيث ظهر الشقنقيرى فى دور «ضابط الشرطة» وهو الابن الأكبر لـ«العراف»، بشكل مختلف لم يقدمه من قبل، حيث تقمص الشخصية بحرفية عالية.

علاقة الأب بأبنائه التى حرص عادل إمام على طرحها بـ«العراف» علاقة حقيقية فى مجملها تزرع فى قلب المشاهد معنى الأبوة وتحسه على تقديرها، فعلى الرغم من أن هذا الرجل يتبع كل طرق النصب ولا يخاف لومة لائم، فإنه لا يشغله سوى أبنائه، فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، وهو ما يدعو الزعيم من خلاله إلى الوحدة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، خاصة أنه قصد أن يكون كل فرد من أبنائه ينتمى لمجتمع مختلف عن الآخر، وعادات وتقاليد مختلفة عن الأخرى، فمنهم من ينتمى للمجتمع البورسعيدى وآخر للقاهرى وثالث إلى العادات والتقاليد الصعيدية.

ولا نستطيع أن نغفل دور المخرج الشاب رامى إمام، الذى حرص على أن تصور المشاهد فى أماكنها الحقيقية، فمن أجل 6 مشاهد بشوارع الأقصر سافر إلى هناك، ليبرز معالم المحافظة، كما نجح فى إدارة فريق العمل المتواجدين معه بشكل جيد، من ممثلين يلعبون أدوارا رئيسية، أو ثانوية، واستطاع توجيه مجموعات الكومبارس بشكل احترافى فى كثير من المشاهد كانت تحتاج لإدارة قوية ومتمكنة، وهو ما نلاحظه فى مشهد حفل زفاف ابنة «العراف» التى تجسد دورها «ريهام أيمن»، فعلى الرغم من أن هناك العديد من المشاهد تطلبت وجود أكثر من 6 ممثلين مع بعض فى «شوط واحد»، ومثل هذه المشاهد تسبب لبعض المخرجين ارتباكا فى كيفية إدارة الممثلين، إلا أن إمام نجح فى تفادى الأخطاء فى مثل هذه المشاهد، وقدمها بطريقة السهل الممتنع.

ونجح رامى أيضا فى إسناد العديد من الأدوار الهامة، لممثلين يتم تهميشهم فى أعمال أخرى، وساعدهم على الظهور بشكل أكثر من جيد مثل الممثل حسن العدل، والذى قدم دور "رجل أعمال" يعانى من نصب العراف عليه، ليخرجه إمام من أدواره النمطية الشريرة، والتى حسره المخرجون فيها، وهو نفس الحال بالنسبة للفنان أحمد حلاوة الذى قدمه فى دور الرجل البخيل الذى تبتسم له أحيانا، وتكره تصرفاته فى أحيان أخرى، وهذه المعادلة الصعبة فى دور حلاوة تحتاج لإدارة من مخرج متمكن من أدواته، كذلك الصورة السينمائية الجديدة على الدراما التليفزيونية التى تعطى للمشاهد إيحاء، كما لو كان يشاهد فيلما سينمائيا.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده

مافي يوم سمعت انه تبرع لجمعيه وإلا مستشفى علما بيكسب

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

حركت قبل قليل، قوات الأمن المركزي، مدعومة بمدرعات الشرطة، للتمركز في المنطقة المحيطة بـ&qu

حركت قبل قليل، قوات الأمن المركزي، مدعومة بمدرعات الشرطة، للتمركز في المنطقة المحيطة بـ&qu

عدد الردود 0

بواسطة:

mhy2mhy

ايه التغير الكامل ده

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة