التويت لا يناسب التوقيت

بمجرد أن أعلن الفريق أول السيسى وبناء على أوامر الجمعية العمومية للشعب المصرى عزل د.محمد مرسى، تلقيت على الفور ومن العديد من دول العالم خاصة الأوروبية رسائل ومكالمات من أصدقائى الأجانب، المهتمين بالشأن المصرى، كان منهم المهنىء والآخر المنزعج من فكرة عزل رئيس مدنى منتخب، الأمر الذى يتنافى تماماً مع ثقافة هذه الدول العتيقة فى الديمقراطية. وقد حاولت بأقصى استطاعتى شرح ما حدث على أنه تنفيذ لإرادة شعب قرر الإطاحة بنظام فاشى، وصل أى نعم بالصناديق، لكنه تغول على كل المؤسسات الديمقراطية، وتحول لنظام يشبه النازيين فى عهد هتلر، عندما استغلوا الصناديق للوصول إلى الحكم ثم انقلبوا على الديمقراطية، وأنتجوا أسوأ نظام فاشى عرفته الإنسانية. حاولت أيضاً شرح ما يحدث فى غزة عندما وصلت حركة حماس الإخوانية التى تضعها معظم هذه الدول على لائحة الإرهاب إلى السلطة بالصناديق، ثم مرت ثمانى سنوات دون أى انتخابات أخرى لتداول السلطة فى غزة. استطعت مع البعض توضيح الصورة ولم أستطع نهائيا إقناع البعض الآخر، أن ما حدث هو ليس انقلاباً عسكرياً. وما أريد أن أقوله أننى لاحظت مدى قوة استغلال الإخوان لثقافة الغرب المتعاطفة مع ضحايا الانقلابات على صناديق الانتخابات، لكى يظهروا دائما بمظهر الضحية كما فعل الصهاينة بعد ما حدث لهم من النازيين فى الهولوكوست، وفى الحقيقة تساءلت عن مدى ضعف الآلة الإعلامية المصرية الخارجية التى تتبع هيئة الاستعلامات، أو وزارة الخارجية، أو أى جهة، وحاولت البحث عن أى دور لها بالخارج لتنقية الصورة البائسة التى يصدرها الإخوان وحلفاؤهم فى الإعلام الخارجى، وقد تساءلت ذاتياً عن دور الدكتور البرادعى صاحب الشخصية الدولية التى يجلها معظم زعماء العالم – أليس من صميم اختصاصه كنائب لرئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، أن يجد الآليات السريعة المؤثرة لكى تصل الصورة الصحيحة للعالم، أم أنه يعتقد أن التويتر قد يكون كافياً.