لمصر لدى الكويت وضعية خاصة، فبقدر انشغال المصريين بأحوالهم السياسية تجد الاهتمام الكويتى بما تشهده القاهرة وباقى عواصم مصر من أحداث، وصلت إلى درجة أنك تجد كثيرا من الكويتيين لديهم وعى تام بالأحداث فور حدوثها، لا لشىء إلا أنهم منكبون على متابعة أحداث تصحيح مسار ثورة 25 يناير من خلال الفضائيات المصرية التى حازت اهتمام قطاع كبير من الكويتيين، وصلت إلى أنه يوم الجمعة الماضى وبينما تشهد مصر مظاهرات حاشدة تلبية لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى بإعطائه تفويضا لمواجهة الإرهاب، كان الكويتيون يتابعون ما يحدث عبر الشاشات التليفزيونية، وكلهم خوف وقلق على ما سيلى هذه المظاهرات، فهم لديهم خوف وقلق كبير على مصر.
لا فرق بين مسؤول أو مواطن عادى، فالكل مهتم بمصر وما يحدث بها، وحينما تلتقى أى كويتى تجده يسألك بداية عن تقييمك للمرحلة المستقبلية، وبعد أن يستمع لما تقوله له تجده يختتم الحديث بقوله «الله يحمى مصر وشعبها».
هذه العاطفة مردها إلى عدة أسباب، منها أن كثيرا من الكويتيين تلقوا تعليمهم فى مصر وتربطهم علاقات شديدة مع مصريين، كما أن الجالية المصرية هناك من أكبر الجاليات، ولها قدر كبير من الاحترام، كما أنهم لا ينسون وقوف مصر بجانبهم وقت الغزو العراقى لبلادهم فى بداية التسعينيات.
اهتمام الكويت بمصر ليس مرتبطا بعزل الدكتور محمد مرسى شعبيا، أو سقوط نظام الإخوان كما يردد أنصار المعزول، وإنما هى حالة من الارتباط بين الشعبين، لا علاقة لها بالسياسة، فحتى أثناء حكم مرسى كان هذا الاهتمام موجودا، لكنهم الآن أكثر قلقا على مستقبل مصر «قلب العرب» كما يصفونها، لأنهم يعتبرون أن مصر هى ترمومتر العرب، إذا أصابها مرض سيؤثر على الجسد العربى كله.
