أحمد كمال الدين يكتب: أنت ورؤيتـك وطموحك

الأربعاء، 31 يوليو 2013 07:19 ص
أحمد كمال الدين يكتب: أنت ورؤيتـك وطموحك د.أحمد كمال الدين "خبير التنمية البشرية والتدريب"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية الحياة العملية لكل إنسان نجد أسئلة تدور فى الأذهان، فتجدنا نقول "من أين نبدأ وكيف ننجح وما هى أدواتنا لنحقق ما نريد ونردد بقوة؛ لابد أن نضع أقدمنا على أول الطريق؟

وبالفعل هذه الأسئلة غاية فى الأهمية وتعطى مؤشرًا قويًا وفعالا يظهر الرغبة فى العمل والسعى للنجاح والتفوق والتألق ولكن ما أود أن أسال عنه هو " هل نبدأ والنهاية أمامنا ونصب أعينا أم نفكر فقط فى البداية؟
وكما أكدنا أن البداية غاية فى الأهمية فهى تعد اللحظة الحاسمة للانطلاق من أجل تحقيق أهدافنا ورغباتنا ولكن فى الحقيقة إن النهاية والرؤية المستقبلية لأحلامنا وأهدافنا هى ما سوف يحدد البداية القوية فلنضع سويًا عبارة أساسية ثم بعدها ننطلق لنفسرها وتلك العبارة هى: "لا يمكن للإنسان أن يحقق ما لم ير نفسه وهو يحققه"

فلنبدأ التفسير من خلال تعريف كلمة "الرؤية" والتى تعنى التخطيط طويل المدى أى ماذا سوف أكون بعد 20 سنة من الأن؟ وربما هناك من يصدمك ويقول لك باللغة العامية المصرية البسيطة" يا ترى مين يعيش.. هو أنت ضامن تعيش لبكرة" وهنا نجيبه قائلين، إن الحكمة المعروفة تقول اعمل لحياتك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا، فعلا لا يضمن الإنسان أن يعيش لغدًا وكذلك لا يعرف متى ينتقل إلى رحاب ربه هل بعد 50 سنة أو أقل أو أكثر فالأعمار أحد الغيبيات الخمسة التى ذكرها رب العالمين فى كتابه الحكيم من خلال سورة لقمان قائلا: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَى أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فهذه الغيبيات لا يعلمها إلا من خلقنا بيديه ونفخ فينا من روحه وجعلنا خلفاء له حتى نعبده ونشكره ونُعمر أرضه ونحتسب نوايانا عنده، فمن يردد لك تلك العبارات التى تدعو للاستسلام ويحاول أن يملأ بها أذنيك ويعمى بها عينيك ويقيد بها ذراعيك وقدميك فقل له بنفس اللغة العامية المصرية البسيطة: "حأقفل على كلامك بالضبة والمفتاح وحأعرف طريق النجاح".

وعندما تعرف طريق نجاحك وتسعى بقوة لتحقيق رؤيتك التى رسمتها لحياتك ووضعتها نصب عينيك سوف تصل للنهاية السعيدة والمأمولة والتى تعد بداية قوية لرؤية جديدة وطموح يتجدد ولا يتبدد.

وهنا أود أن أقول، أن الجميع بعد الأول متساوون، فإن لم تكن الأول فأنت الأخير؛ وكأنى أرى على وجهك الآن وأنت تقرأ علامات الدهشة والحيرة ولسانك ينطق قائلا ما هذه الجملة الخطيرة والغريبة!
دعنى أوضح وجهة نظرى وأبدى رأيى من خلال مثال بسيط للتوضيح يحول الشك إلى يقين.
البطولات الكبرى مثل كأس العالم 2010 بطلها هو منتخب أسبانيا الفائز على…. ؟ تذكرت على هولندا صاحبة المركز الثانى تلك المباراة الجميلة التى تلت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتى كانت بين. ...وبين. ..، الأن تغمض عنيك وتحاول أن تسترجع ذكرياتك ولكنك تقول أفضل طريقة هى البحث فى جوجل لأنى فى الأغلب لا أتذكر!

هذا ما أقصده فلقد تذكرنا الأول سريعًا فهو الأول، فالآن اصنع مستقبلك وأثر على عالمك وأخدم وطنك ودينك بأن تكون الأول فى مجالك وطالما أنك لم تتخل عن المصداقية ولا عن التعاليم الدينية الوسطية والقيم المجتمعية السليمة الراقية فلن يلومك إلا من لايحب أن تكون فى مكانك.

رتب ووجه تفكيرك على أنك الأول وسوف تكون الأول بفضل الله لأنك سوف تتخذ كل الأسباب التى تدفعك وتضعك أولا وقبل الجميع، ولنا المثل والقدوة فى الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما قال:
عن أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ يُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ. صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم الذى قال عنه ربنا "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْى يُوحَى" سورة النجم والسؤال هنا: هل نحن كعباد نستحق الفردوس؟ الإجابة فى الأغلب لا!
ولكن يعلمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نطمح ونطمع طمعًا إيجابيًا فى الفردوس لأنه بناءً على هذا الطموح المشروع سوف نجتهد ونعمل ونأخذ بكل الأسباب التى نرجوا من ربنا أن توصلنا للفردوس الأعلى برحمته.

أخيرًا وليس آخرًا يجب أن نمتيز بعقلية الأول ونأخذ بكل أدوات الأول ووقتها بفضل الله سوف نكون مجتمع أوائل كلًا فى مكانه وما أروع أن تكون وقتها محتسبًا نيتك لربك الذى خلقك وعلمك وكرمك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة