تمثلت العبقرية الحضارية للشعب المصرى فى ثورته وقدرته غير المسبوقة على تصحيح المسار، وكشف السلبيات وتقويمها فى ثورتى يناير 2011 ويونيو2013 حتى لا تنحرف عن مطالب الشعب والأمة وتأديب الطغاة ورفض المساومة على الثوابت الوطنية والقومية، فقد استطاع الشعب إسقاط نظام مبارك بعمل شعبى عبقرى غير مسبوق، كما اكتشف بسرعة طغيان التيار المتأسلم المتاجر بالدين الفاقد للوطنية وخطره فابتكر وسائل جديدة تشهد له بالفكر المتجدد والعراقة التاريخية مستعيداً دوره الحضارى فى تعليم البشرية فجمع اثنين وعشرين مليون توقيع من خلال حملة تمرد وحشد أكثر من ثلاثين مليونا فى ميادين التحرير بكل أنحاء مصر فى 30 يونيو2013 ليعطى لجيشه شرعية التدخل لتحقيق مطالب الشعب فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وإذا كان التيار المتأسلم بغبائه التاريخى وعناده الأحمق قد ساعد على تنفير الناس منه فإن الشعب المصرى بوعى متميز وذكاء واضح استغل سقطاتهم السياسية وغباءهم ليضعهم فى مأزق تاريخى لم يسبق لنظام حاكم أن وجد نفسه فيه، فقد استعاد الناس من خلال غباء نظام الإخوان وحماقاته انحياز كل مؤسسات الدولة التى طالما استخدمتها الأنظمة الحاكمة لترويض وإرهاب الشعوب ووجد النظام الإخوانى نفسه فى عداء مع القضاء والقضاة وكان حصار أتباعه للمحكمة الدستورية العليا الضربة القاضية التى وضعت القضاء بكل درجاته فى خصومة مع النظام دفاعا عن كرامته واستقلاله ثم كان الإعلان الدستورى الأكثر غباء ورعونة فى التاريخ الإنسانى كله مشعلاً لثورة إعلامية وشعبية ضد النظام زاد أداءها النظام الحاكم بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، كما كان هجوم الإخوان وحلفاؤهم على الفن والفنانين والفنانات والثقافة والمثقفين دافعا لانحياز هذا القطاع المؤثر تأثيراً حاكماً وشاملاً فى الرأى العام إلى مطالب الشعب بقوة طاغية، ثم كان الذكاء الشعبى المصرى حاسماً فى استعادة ولاء أجهزة الأمن بكل درجاتها للوقوف إلى جانب الشعب، ورفضها أن تكون أداة إرهاب فى يد النظام الحاكم ضد مطالب شعب صمم على استعادة ثورته وتحقيق أهدافها، وبالطبيعة فإن الجيش الوطنى لم يكن أمامه غير الانحياز لشعبه ومطالب ثورته مهما كانت المحاذير التى تقيد حركته خوفاً من أن يعتبر تدخله انقلاباً عسكرياً وقد أعطاه الشعب باحتشاده الرائع بالملايين فى 30 يونيوالمبرر القوى للتدخل منحازاً لمطالب الشعب والأمة لتتخلص مصر من كابوس غريب غبى مدمر دمر اقتصادياً البلاد وهدد أمنها القومى وأهان الوطنية المصرية وتفردها معتنقاً فكرا أمميا يجعل مصر ولاية تابعة لتنظيم دولى، وقد كان الجيش العظيم يعى كل هذه المخاطر ويرفضها.
ولا يمكن أن نغفل الدور الرائع الوطنى الذى قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسى كقائد لهذا الجيش، فالرجل يتمتع بفكر استراتيجى متميز، وقدرة عالية على الإنجاز، وعمق فى فهم التاريخ وتحديد دور القوات المسلحة فى دعم مطالب الشعب دون مطمع فى الحكم فهويعرف بوعى المرحلة التاريخية التى تعيشها مصر والعالم من حولها لذا ابتكر بنفس العبقرية المصرية أسلوباً يجمع الشعب المصرى كله فيما يمكن أن نطلق عليه " الجمعية العمومية للشعب المصرى " صاحب السيادة والقرار فى ميادين التحرير فى كل مدن وقرى مصر وبدأ بأن طلب من هذه الجمعية تفويضه لمحاربة الإرهاب فى سيناء وفى بعض مناطق القاهرة والإسكندرية فاحتشد الناس فى السادس والعشرين من يوليو بملايين قدرت بتسعة وعشرين مليونا من شعب مصر على الأقل تؤيده وتعطيه تفويضاً شعبيا أقوى من أى برلمان منتخب هذا الابتكار العبقرى للعمل خلال المرحلة الانتقالية التى تخلومن المجالس التشريعية والبرلمانية المنتخبة تعطى شرعية شعبية بأسلوب غير مسبوق فى التاريخ يؤكد أن الرجل يتمنع بعقلية سياسية تؤمن بالديمقراطية الحقة وتؤمن بسيادة الشعب وتؤدى إلى زيادة إحساس كل مصرى بالمسئولية الوطنية فهوصاحب القرار وهوالذى سيتحمل نتائجه لتحقيق الأمن والاستقرار، وسيكون عليه كمواطن اتخذ قراره أن يدعم هذا القرار ويسانده ويقف وراء جيشه بل أمامه لتحقيق إرادته وتنفيذ قراره فى محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
وأعتقد أن عبد الفتاح السيسى والرئيس المؤقت والحكومة الجديدة سيتبعون نفس الأسلوب فى طلب رأى الشعب عبر ميادين التحرير فى كل قرر سيتخذه خلال الفترة الانتقالية حتى تتم صياغة وإقرار الدستور وانتخابات البرلمان والرئاسة، وبذلك يكون الفريق أول عبد الفتاح السيسى قد وضع قاعدة جديدة مبهرة لتحقيق مطالب الشعب وتنفيذ قراراته، وأعطى الشعب وعياً سياسياً وإحساساً بالمسئولية سوف تظهر آثاره المميزة فى أى انتخابات قادمة.
وفى رأيى الشخصى أن المحتشدين فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية الذين جمعوا كل أنصارهم فى مصر كلها، وعرفوا أنهم أصبحوا أقلية وسط ملايين الرافضين لتجارتهم بالدين ولفكرهم، عليهم أن يتبينوا هذه الحقيقة ويسلموا بها ويفكرون بواقعية مرة واحدة فى تاريخهم حتى لا يصل بهم عنادهم إلى الانتحار السياسى الكامل، فلا يمكن لقوة مهما بلغت أن تواجه الجمعية العمومية للشعب المصرى فى ميادين التحرير فى كل أنحاء مصر.
هيام محيى الدين تكتب:الجمعية العمومية للشعب المصرى
الثلاثاء، 30 يوليو 2013 11:16 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
a.baraka
وهل أعطى لجيشه شرعية التدخل لتحقيق مطالب الشعب فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجت
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمي قدري
كتبتِ فأجدتِ
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى نجم
عبقرية الحضارة