أغار أحياناً كثيرة، نعم أغار حين يظهر الذكاء والنفوذ من أصحاب الأنفس غير السوية، فهم يطورون وسائلهم بسرعة حتى لا يتم اكتشاف ألاعيبهم، متابعين بشكل دقيق لأى تطور يحدث حولهم، يتمرسون على أفعالهم بشكل مستمر بغير كلل أوملل، ربما وجدتهم فى مرتشى أونصاب أومستغل لمنصبه أوحتى فى طرف ثالث يؤثر فى الأحداث حتى تسير لصالحه ولا يظهر حتى لا يضع نفسه فى خطر، أراهم وأتساءل ألا يستغلون ذكاءهم فى عمل نافع سوي؟
وفى المقابل أجد معظم وليس كل أصحاب الأنفس السوية فى بلادى لا يملكون ما يملكه الطرف الآخر من إمكانيات عقلية وعملية، أجد أمامهم الكثير من العوائق التى تحول بينهم وبين تحقيق الخير الذى يتمنونه، ربما وجدتهم عاجزين أمام قانون قاصر عن إثبات جريمة المجرمين، أوعاجزين أمام سلوكيات مجتمع يصر على الخطأ رغم اليقين من أن ضرره يطول الجميع.
حتى ببعض الروايات والأفلام، نجد للشخصية الشريرة بمعظم أوقات القصة التمتع بالسلطة والنفوذ، وأصحاب الأنفس الخيرة تتحمل المشاق، كما لوكانت الرسالة أن نصيب الخيرين دائماً الشقاء حتى قبل النهاية بدقائق وأصحاب الشر فى نعيم حتى قبل النهاية بدقائق، وعند الخاتمة ينال كل فريق الجزاء الذى يستحقه.
تلك الرسالة التى أعترض عليها بشدة، فالأشرار ليسوا فى ذكاء ونعيم لأنهم أشرار فسوء الخاتمة مصيرهم لا محالة، ولكن نعيمهم لأن لكل مجتهد نصيب، فإن اجتهد أصحاب الخير واستغلوا ذكاءهم وطوروا إمكانياتهم، كانت لهم الغلبة طوال حياتهم وليس فى الخاتمة فحسب ولكن طوال أعمارهم، وإن ساء العمل فلا يلومون إلا أنفسهم.
فمتى يعم ويغلب ذكاء الخير؟ ويقابل ذكاء المحتالين بذكاء أشد من الخيرين، ومكر النصابين بدهاء وتعاون أكبر من أصحاب الأنفس النقية مستعينين بالدعاء لله، بل بخير الدعاء، فإن خير الدعاء ما صدقه وأكده العمل، وأحب الأعمال إلى الله أحسنها وأدومها، حينها سينتصر الخير من البداية وليس بالخاتمة.
محمود كرم الدين محمود يكتب: وانتصر الخير من البداية
الثلاثاء، 30 يوليو 2013 09:09 م
أرشيفيه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
كل عام وانت بالف خير ...