نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع واخلت بتوازن العدوفى ست ساعات . كلمات كان الكل يحلم بسماعها منذ سواد يونية 67 حيث أكثر من ست سنوات عجاف اختلطت فيها الدماء بالدموع والعرق بالرمال فتشكل من هذا الخليط السحرى أعتى الرجال وتكونت قلعة حصينة ووحدة بناها الانسان العربى الذى بلغ من القوه فى جميع خلايا جسده وفكره مبلغا تحطمت أمامه جميع القوى وليس ذلك لقوة بنيانة الجسدية فقط ولكن كانت هناك قوه اخرى اشد ضراوه وهى قوة العقيدة والايمان بالقضية العربية وكذلك الشعور باهمية وخطورة العدوالمتربص والذى لا يغفل لمحة واحدة عن رصد ودراسة آليتنا وفى كل نواحى الحياة وجعل منا حقول تجارب لسياساته وأرحاما خصبة لأجنته الخبيثة وأنجحنا له كل مخططاته ”فصهينا وتصهينا وتأمركنا” واغلقت علينا دوائر السيطرة النفسية والفكرية ونجح فى كسر اعيننا وقتل روح المقاومة أو حتى الاستنكار أو الشجب والتنديد الذين كانوا من قبل فى تصورنا فضيحة فسلط علينا انفسنا وقتلنا بأيدينا فتحول النهر البارد الى جحيم واشعل نيران الفتنة بين الشيعة والسنة وفتح وحماس وحزب الله وحكومتها ودارفور وسلطتها والاخوان والوطن والمسلم والمسيحى والاهلى والزمالك ولم يطرد سفير ولم يستيقظ ضمير ولم يخرج من الفك لسان ولم يصدر للعالم بيان وكان السلاطين بلا آذان ودماء الأطفال شهود عيان وتمكن العدو من وضع يده القذرة على عوراتنا فأفقدنا عذرية كرامتنا وجردنا من ملابس النخوة والشرف ولم يكتف بذلك خشية منه أن نشيخ أمامه فلا يسل لعابه علينا فعكس الوضع وأخذ يسرق شبابنا ويسحب من رصيد أعمارنا حتى عدنا أطفالا نلهو تغرينا لعبة وتبكينا شخطة وتسكتنا قطعة سكر وتفوقت علينا النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال مكرا وتحايلا… أما نحن فوضعنا رؤوسنا بين افخاذنا فى وضع جنين حبله السرى فى فم العدو فأصبحنا بحالة ولادة متعسرة نضطر معها للتضحية بالأمة والجنين.
هذا هوالحال العربى.
