أدان عدد من المثقفين السوريين حملة الاعتقالات والمداهمات التى يتعرض لها مثقفو سوريا فى الداخل والخارج، فيما علت أصوات الاحتجاج على التضييق على مثقفى سوريا بعد اعتقال الفنان التشكيلى يوسف عبدلكى، الذى اشتهر بمساندة التحول الديمقراطى السلمى ونبذ العنف الطائفى والعنف البوليسى الذى يمارسه نظام بشار الأسد.
وفى أعقاب ذلك، قالت الشاعرة السورية رشا عمران فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن أهم ما يميز الفنان التشكيلى يوسف عبدلكى هى مواقفه الصريحة من رفض التسليح، ومحاربته لسيناريو النظام السورى الذى يزج بسوريا داخل صراع طائفى عنيف من خلال تصفية قوى المعارضة المدنين سواء بالسجن أو بالتصفية الجسدية حتى الموت.
وأضافت عمران، أن يوسف عبدلكى أحد هؤلاء المعارضين السوريين الذين مثلوا بسلميتهم ومدنيتهم شوكة فى حلق النظام والجماعات المتطرفة، لذا كان كان زجه بالسجن شأن متوقع.
وألمحت عمران، أن عبدلكى من المثقفين والفنانين القلائل الذين رفضوا مغادرة سوريا رغم الأوضاع الملتهبة فى الداخل، وأصر على البقاء بجوار شباب الثورة لمساندتهم فى العمل على مشروع التحول الديموقراطى السلمى، مؤكدة "يوسف عبدلكى أحد العلامات الفارقة فى الثورة السورية".
فيما قال الكاتب والمخرج السورى "يامن المغربى"، إن النظام فى سوريا يرتعد من أى مثقف سلمى يدعو للتحول الديمقراطى لأن النظام يعى جيدا قوة المثقف والثقافة فى قلب الطاولة وتحريك الشعوب ضد نظامه الاستبدادى.
وأضاف يامن فى تصريحاته لليوم السابع إن استهداف المثقفين فى سوريا بدأ منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية، فقد بدأ النظام باعتقالات جماعية للمثقفين فى دمشق عام 2011 وكان على رأسهم محمد الرشى، بالإضافة لحالات الاعتقال والمداهمة لعدد كبير من المثقفين والفنانين الشباب باعتبار أن الثقافة والفن من أهم أسلحة المقاومة، مشيرا إلى أن المثقف يدفع الشعب لاستكمال مسيرته ويهبه حياة كاملة وأمل ممتد.
وأكد المغربى إن يوسف عبدلكى معارض منذ أكثر من 20 سنة، وكان ممنوع من دخول سوريا وتجديد جواز سفره، ومع ذلك رفض الجنسية الفرنسية وأصر على العودة لبلاده، حتى تمكن من العودة عام 2005 لينخرط مع قوى المعارضة المدنية فى الداخل، مضيفاً: وقت اندلاع الثورة رفض عبدلكى الخروج من سوريا فى الوقت الذى انقسم المثقفين فيه بين اتجاهين الأول الخوف من إعلان موقف صريح من الثورة السورية، والآخر الخروج من سوريا والاكتفاء بالتنظير من خارج البلاد، وكان هذا هو الفرق بين يوسف عبدلكى المثقف منخرط فى شوارع سوريا تحت القصف والمثقفين المنخرطين فى التنظير من فنادق مصر والدوحة واسطنبول.
فيما قال الكاتب والمخرجى السورى "هافال قاسو" والذى كان ضمن الموقعين على بيان التنديد باعتقال عبدلكى وشمل 6 آلاف مثقف سورى وعربى، إن إدانة النظام يعى القوة الناعمة التى يمارسها المثقف على الشعوب فكان عليه أن يحاول قصف قلم على فرزات سابقا ويحطم أصابعه، ويداهم المثقفين السلميين ويلاحقهم كما فعل مع عبدلى الذى استنكر استبداد نظام بشار ودموية الجماعات المتطرفة التى حملت السلاح فى سوريا.
وأضاف هافال، أن الفنان السورى يوسف عبدلكى كان يفتح بيته للمثقفين الشباب ويحتضن مشاريعهم الفنية والإبداعية ومع اندلاع الثورة احتضن التيار السلمى فى المعارضة وهو ما حمس المخابرات السورية لملاحقته لتشتيت الشباب المعارض.
وأكد هافال أنه وعدد كبير من مثقفى سوريا فى سبيلهم للضغط من أجل الإفراج عن عبدلكى ووقف استهداف المثقفين والفنانين السوريين وتحريك الفئة الصامتة من المثقفين لوقف قصف الأقلام المستمر، مؤكدا سنصدر بيانا يوقع عليه عدد أكثر من 6 آلاف مثقف عربى وسندعو للنزول فى مظاهرات سلمية للمثقفين داخل سوريا وخارجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة