فاز الكاتب والباحث السورى تيسير خلف بجائزة "ابن بطوطة للأدب الجغرافى" عن كتابه رحلة البطريرك ديونيسيوس التلمحرى بطريرك السريان الأرثوذكس المعاصر للخلفاء هارون الرشيد والمأمون والمعتصم.
كما فاز عراقيان وثلاثة مغاربة بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافى فى دورتها التاسعة (2013-2014) والتى يمنحها "المركز العربى للأدب الجغرافى - ارتياد الآفاق" ومقره أبوظبى ولندن سنويا فى مجالات منها تحقيق الرحلة والدراسات والرحلة المعاصرة واليوميات.
وتعد رحلة التلمحرى، التى فاز بها خلف، أقدم رحلة فى تاريخ السريان العرب وقد دون من خلالها مشاهداته وانطباعاته ووثق الكثير من الحوادث التاريخية التى كان شاهدا عليها بشكل فريد ولافت وبمستوى أدبى رفيع.
وكتبت الرحلة باللغة السريانية (وهى اللغة المحكية من اللغة الآرامية التى تحدث بها المسيح، ولا يزال السريان حول العالم يتكلمونها وتعدادهم نحو ثمانية ملايين) وقد ترجمها تيسير خلف بالاستعانة بعدد من الباحثين والمترجمين السريان أمثال جوزيف أسمر ملكى.
وتعتبر الرحلة من المفقودات إلى أن جمعها وأعدها الباحث السورى تيسير خلف من مختلف المراجع السريانية وحققها ووضع حواشيها، وأعاد نشرها ووضعها فى التداول بعد قرون من النسيان.
وذهبت جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة إلى يوميات فى أعماق الأكوادور لشاعر من العراق، ويوميات ومشاهدات كاتب مغربى فى مدن غربية وعربية.
أما جائزة اليوميات فقد حاز عليها روائى عراقى عن كتاب دون فيه سيرة علاقته لثلاثة عقود بباريس عاصمة الثقافة والأنوار.
وتؤكد النتائج على تجذر البحث والتحقيق والتأليف، مشرقا ومغربا، فى هذا الحقل المدهش المسمى أدب الرحلة، وتألفت لجنة التحكيم هذا العام من خمسة أعضاء من الأكاديميين والأدباء والباحثين فى الحقل الجغرافى، هم الطايع الحداوى، خلدون الشمعة، الناقد مفيد نجم، عبد النبى ذاكر، نورى الجراح.
وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 37 مخطوطا جاءت من 10 بلدان عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة بصورة أكبر وعلى المخطوطات المحققة، والدراسات فى أدب الرحلة بصورة أقل.
وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التى لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها وقد حجبت هذا العام النصوص المندرجة فى فرع الرحلة الصحفية لغياب المستوى المطلوب، مقابل فوز مخطوطين ينتميان إلى الرحلة المعاصرة.
وقال الباحث السورى الفائز تيسير خلف اليوم لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ): "هذه الجائزة هى إعادة اعتبار للدور السريانى فى الحضارة العربية الإسلامية، فالسريان مؤسسون لهذه الحضارة وهم من نقلوا المعارف وترجموا أمات الكتب والعلوم فى فترة مبكرة والبطريرك التلمحرى شاهد على عصر، وصف بأنه عصر ذهبى ولكنه يسلط الضوء على مناطق معتمة من تاريخنا مثل ثورة البشموريين الأقباط فى مصر، فضلا عن وقائع ومشاهدات عدة مهمة.
وحول أوضاع السريان فى سورية هذه الأيام، أجاب خلف أن "أوضاعهم هى الأصعب على صعيد الاستقرار فمناطقهم تنازعها القوات الكردية وبعض الإسلاميين المتشددين فى شمال البلاد خصوصا، بالإضافة إلى حالات التشرد التى عانوا منها فى القرن الماضى، فإن أمامهم للأسف الآن هجرة جديدة من سوريا بفعل الحرب و الصراع هنا".
ودعا المنظمات الدولية والإنسانية والبلدان المعنية بالثقافة السريانية العريقة للحفاظ على الشعب السريانى وتراثه، باعتباره جزءا هاما وأساسيا من التراث الإنسانى العالمى، كى لا نفقدهم و نفقد التراث الحضارى مرة أخرى".
وفاز بالجوائز فى الأعوام الماضية 61 باحثا ومبدعا، عرب وأجانب.
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
تهنئة