جاءت ثورة 30 يونيه التى أشعل فتيلها وحمل رايتها مجموعة من شباب الوطن غير المحسوبين على أى تيار أو حزب سياسى، وإنما جمعهم هدف واحد هو الخوف على مستقبل البلد من الانزلاق إلى الهاوية، لتثبت نقص الخبرة الكافية والكفاءة اللازمة لدى غالبية الأحزاب السياسية المدنية الموجودة على الساحة.
منذ تولى نظام جماعة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم فى 30 يونيه 2012 ودخول الدكتور محمد مرسى قصر الاتحادية وجلوسه على كرسى الرئاسة المصرية، رفعت الأحزاب السياسة راية المعارضة للنظام، ولم يتوان النظام عن تقديم كل الدعم والتسهيلات لمعارضيه بأخطائه الساذجة وسقطاته المتكررة، ورعونته فى استخدام سلطاته، لكن الأحزاب لم تنجح فى استغلال الفرص الذهبية التى وفرها نظام الإخوان لها، وفشلت فى طرح نفسها كبديل إيجابى لنظام أثبت فشلا ذريعا فى كل المجالات على مدار عام من الحكم.
وبعد أن سقطت ورقة التوت عن عورة النظام، وفاحت رائحة غير طيبة لأخطائه فى حق الوطن والمواطنين، وشعر المصريون بأنهم وقعوا فريسة لجماعة لها مخططات وأهداف ضد مصالح الوطن، وظهرت الأزمات المعيشية وتفاقمت، ما جعل المواطنين يعيشون فى كوابيس مستمرة، وفى ظل رفض النظام لأى حوار وتعاليه على كل المطالب الشعبية الشرعية، خرجت أصوات لشباب مصريين للمطالبة بإسقاط هذا النظام الذى ظل قابعا على قلوب المصريين كالحجر الثقيل على مدار عام كامل.
ونجحت حملة تمرد التى دشنها الشباب نجاحا شعبيا بالغا، والتف حولها المصريون بكافة طوائفهم، وحمل القائمون على الحملة ملايين الاستمارات المطالبة برحيل النظام، وبدا المصريون فى الاحتشاد فى الشوارع والاستعداد للنول فى العرس الكبير 30 يونيه.
وقبل التاريخ المحدد بأيام ظهر الجيش المصرى العظيم على الساحة، وخرج الفريق أول عبد الفتاح السيسى، على الشاشة ليمهل النظام الحاكم والقوى السياسية مهلة 24 للتوافق ووضح حلول سريعة لنزع فتيل الأزمة.
ومرت المهلة وجاء 30 يونيه، ونزل أكثر من 35 مليون مصرى فى ميادين وشوارع مصر فى تجمعات وصفت بأنها الأكثر فى تاريخ العالم، وأكد الجيش وقوفه فى صف الشرعية وتحمل مهام المسئولية الصعبة وحده وأعلن انحيازه لصفوف المصريين وأعلن عن خارطة طريق وعزل مرسى عن رئاسة الجمهورية.
فعل الجيش كل هذا بشكل منفرد وبدون مساندة ولا مساعدة من جانب الأحزاب التى انشغل رؤساؤها وزعمائها بتصدر شاشات الفضائيات والجلوس بالساعات داخل الأستوديوهات، وعمل المداخلات الهاتفية بالبرامج الحوارية والإخبارية.
وسقط نظام الإخوان، وظل المصريون طويلا ينتظرون البعث الجديد للأحزاب المدنية، ونفذ صبرهم من طول انتظار دور إيجابى فاعل للأحزاب الموجودة على الساحة، واشتعلت الأمور فى الشارع مع اعتصام أنصار الرئيس المعزول فى ميدانى النهضة ورابعة، وانتشار العنف والإرهاب فى سيناء، وسقط العشرات ضحايا أعمال العنف والتحريض، وظهرت مبادرات خارجية ودولية لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة، كل هذا بينما قبعت الأحزاب حبيسة بياتها السياسى.
وأخيرا تواترت شائعات عن نية الفريق أول السيسى فى الترشح للرئاسة، من أجل هز صورة الجيش وإظهار صورته أمام المصريين والعالم بأن خطوة عزل مرسى جاءت بنية الطمع فى السلطة، لكن السيسى أخرس كل الألسنة، ونفى نفيا قاطعا ترشحه لمنصب الرئاسة، مؤكدا أن الجيش يحمى المرحلة الانتقالية حتى استقرار الأمور، لكن يبدو أن الأحزاب وقادتها ورؤسائها استحسنوا لعب دور المعارض والمنتقد، وغاب عنهم أن البلاد فى حاجة ملحة لحلول ومبادرات ايجابية، وأفكار بناءة، وأنها تعيش حالة من الفراغ السياسى بعد تواريهم خلف أبواب أحزابهم.
بعد فشل الأحزاب فى ملء الفراغ السياسى عقب نجاح ثورة 30 يونيه.. المصريون يتساءلون: هل عادت المعارضة الكرتونية للظهور من جديد!!.. الجيش تحمل مسئوليته التاريخية منفردا ولا عزاء للسياسيين
الثلاثاء، 30 يوليو 2013 02:18 م