تتناول دراما رمضان هذا العام أكثر من نموذج للصحفى، وتدخل الدراما فى كواليس عالم الصحافة فى محاولة لكشف تفاصيله، حيث تشغل شخصية الصحفى مساحة واسعة من الدراما المصرية هذا العام، وتظهر كدور رئيسى فى أكثر من مسلسل على الرغم من اختلاف حقائب هذه الأعمال، مما يدل على وعى المؤلفين بتزايد أعداد الصحف وأهمية دورها، فى ظل ما تشهده مصر حاليا من تزايد المطبوعات.
وهذا العام تقدم الدراما أكثر من نموذج للصحفى، فهناك الصحفى الشريف المهنى الذى يبحث عن الحقيقة حتى أنه يضطر إلى أن يدفع حياته ثمنا لها، وهذا النموذج موجود فى مسلسل «اسم مؤقت» من خلال شخصية الصحفى رجب الشال الذى تم اغتياله وقتله لمعارضته النظام خاصة بعدما أصدر كتابا يجمع عددا من مقالات كان قد تم نشرها من قبل فى صحف المعارضة، ورغم محاولات تحذيره بالعدول عن موقفه من النظام فإنه استمر فى هجومه على فساد نظام الحكم، ويتردد أن شخصية «رجب الشال» بها تلميح كبير إلى الصحفى المفقود رجب هلال، الصحفى بالأهرام الذى اختفى عام 2003.
وفى نفس المسلسل نرى نموذج الصحفى والإعلامى الذى يلهث وراء الحقيقة بهدف إظهارها على الشاشة للجمهور حتى أنه يدخل عالم انتخابات الرئاسة الملغم بالفساد ومحاولات كل مرشح للفوز بالمنصب ويجسد دوره الفنان تامر ضيائى الذى يحاول كل مرشح الاستنجاد به عند وقوعه فى أزمة، نظرا لثقة الجمهور فى مصداقيته.
أما فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» فيقدم الكاتب الكبير وحيد حامد عدة نماذج من الصحفيين، حيث يقدم شخصية الصحفى الطموح الذى رغم عدم دراسته للصحافة فإنه يجتهد ليصبح كاتبا له قيمته وذلك من خلال شخصية «عاطف» التى يجسدها الفنان أحمد الفيشاوى فلم يجد أمامه سوى التصوير الصحفى ليدخل من خلاله عالم الصحافة، وأصبح يبحث عن الصور التى تثير الجدل ليستطيع أن يثبت مكانته، إلا أنه يصطدم بنموذج آخر من الصحفيين وتجسدها الفنانة شيرين رضا، وهى شخصية وصولية لا تعترف بالمبادئ وتبيع كل شىء لتحصل على ما تريد ولتحقق مبيعات أكثر للمجلة التى ترأس تحريرها وتعلم «عاطف» أسلوب المتاجرة هذا فى سبيل الحصول على ما يريد وبالفعل، يبدأ «عاطف» سلوك هذا الطريق وأولى هذه الصفقات التى عقدها مع لاعب كرة قدم، وهى أن يفسد له أحد الأفراح فى سبيل أن يحصل على سيارة من هذا اللاعب ومن خلال تواجده فى هذا الفرح يلتقط صورا فاضحة للحضور وأصحاب الفرح يسلمها إلى «نجوى» أو شيرين رضا لتتاجر بها.
وفى بداية رحلة «عاطف» الصحفية يتعرف على «سلوى»، فتاة شابة تعمل فى المجلة التى يتدرب بها «عاطف» وتجسد دورها الفنانة «مريم حسن» ويقع فى حبها بعد أن تساعده على الكتابة لأول مرة وتشجعه على المواصلة، ولكن شخصيتها تختلف تماما عن شخصية «عاطف» فهى صحفية مثالية متمسكة بمبادئ المهنة تبحث عن الحقيقة لتنشرها مهما كلفها ذلك من جهد ومتاعب، ويحاول «عاطف» التقرب منها، حيث يجدها تشغل جزءا كبيرا من تفكيره ولم يجد سوى الكذب عليها ليدارى على صفقاته الفاسدة خوفا من اكتشاف حقيقته.
وآخر هذه النماذج التى تتناولها الدراما هذا العام شخصية «نهال» التى تجسدها كندة علوش فى مسلسل «نيران صديقة»، حيث تلعب دور صحفية فى قسم الفن تعشق مهنتها وتجتهد حتى تصبح رئيسا لقسم الفن فى الجريدة التى تعمل بها ويتحول طموحها إلى أن تصبح كاتبة قصص وروائية.. الغريب أن صناع الأعمال الدرامية يصرون بطريقة لافتة للنظر على أن أى موضوع للصحفى هو «مقال»، وهو ما يوضح مدى عدم درايتهم بأبسط تفاصيل العمل الصحفى، مما يجعل الكثير من مشاهد الصحفيين بالمسلسلات مثيرة للسخرية، ولا يفرق صناع الدراما بين الخبر والتقرير والمقال، مما يجعل الأمر يظهر نمطياً ومكرراً وساذجاً