يحيى الرخاوى

الشريعة والسلطان! "نعم .. ولكن"

الثلاثاء، 30 يوليو 2013 05:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يعرف المشتغلون بالسياسة ما هو التفكير النقدى الموضوعى؟
فى العلاج الجمعى توجد "لعبة" نفسية Game تكشف ما لا يكشفه الحوار المباشر، وهى غير قاصرة على العلاج الجمعى، فنحن نستعملها ليل نهار فى الحياة العامة، ولها وجهان: وجه سلبى حين نستعملها لنقض ما نصرّح به فى حواراتنا الملتبسة بحيث ينفى آخرُها أوّلـَها، وهى تسمح لك (وللساسة أكثر) أن تقول ما تشاء، ثم تلحقه فورا بما يمحوه أو ينفيه، ويكفى أن نسمع تصريحات السادة الأوصياء الأمريكيين للفلسطينيين "نعم" للوطن المستقل، و"لكن" بلا جيش ولا سياسة خارجية، ولا حدود!!، وربما: ولا تاريخ، وخذ عندك تصريحات كل الرؤساء بالتتابع فى خطب العرش، أو عيد العمال، أو أية مناسبة قومية أو موسم انتخابات!!!

ويبدو أنها عادة عربية قديمة جدًا، فقد عثرت على ما يقابلها من شعر عربى جميل يقول:

وإنك إذْ أطمعتنى منك بالرِّضا وأيأسْـتَـَنِى من بعد ذلك بالغضبْ
كمُمـْكِنـَةٍ من ضرعها كفَّ حالبٍ ودافقةٍ من بعد ذلكَ ما حلبْ
والشاعر قائل هذين البيتين هو إبراهيم بن على بن هرمة، (وليس ابن الهرمة كما فى العامية المصرية) ، وقد ولد فى المدينة المنوّرة ونشأ بها، (90 ـ 170هـ/709 ـ 786م) وصار شاعر الحجاز وشيخ شعراء زمانه، وله حكاية تطمئنك على مرونة تطبيق الشريعة:

فقد كان هذا الشاعر الظريف مولعاً بالشراب، لا يصبر على النبيذ، ويستهتر بسكره، فتكررت إقامة الحد عليه وجلْـده، إلى أن وفد على الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور وامتدحه، فاستحسن المنصور شعره، وقال له: «سلْ حاجتك، فقال: تكتب إلى عامل المدينة ألا يحدّنى» (يقيم عليه الحدّ)، فكتب الخليفة إلى عامله على المدينة: «من أتاك بابن هرمة وهو سكران فاجلده مائة جلدة، واجلد ابن هرمة ثمانين، فكان الرجل إذا مرّ به أحدهم وهو سكران، يقول: من يشترى ثمانين بمائة..؟!!"
صدّق أو لا تصدق:
لعله "كاريكاتير" نقد لتشكيلات فى تطبيق الشريعة كما يحكيها التراث؟
أما الوجه الإيجابى النقدى للعبة "نعم.. ولكن" فسوف نحكى بعضه غدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ehab

شكرا

عدد الردود 0

بواسطة:

Gaby

SrY5Pm8Atbl

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة