زمن الفتن.. وبلوغ الحليم المدى فى الحيرة.. والإيمان الذى لا يستمر مداه أوعمره إلا مقدار ليلة أو صبيحة نهار سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله فقد صرنا إلى علامات بلغنا إياها رسولنا الكريم الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى، أما وقد علمت أننا من البوار بمكان إلا من رحم ربى، فإننى أدين نفسى أولا قبل كل نفس قبلت الرهان حتى استحال جدارا عازلا وعمى مطبقا فصرنا بحق لا نرى الحق حقا ولا الباطل باطلا، إذ لا فراسة مؤمن، ولا قلب يرى بنور الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يعدم الإيمان أهله، ولا الحق أنصاره، والله غالب على أمره ولست آسى ولا أخاف على أهل الحق الذين يعلمهم الله تبارك وتعالى فهومن يحكم وهومن يقبل ولكن الخوف والجزع كل الخوف وكل الجزع، علينا نشجب وندين ونحيى من التأثر شكله، ونسينا أن الله تبارك وتعالى سوف يحاسب كل امرئ على موقفه وعلى تصرفه فلن يضيرك من الناس عصيانهم وهم حين معصيتهم لا يبالى الله بهم، ولن تنفعك طاعة منهم، والطائع يكاد ينجوبنفسه، ألا أيها الغارقون مثلى فى بحور نحن من حفرها وأحكم منابعها قوة ومددا، العودة العودة قبل فوات الأوان ... أما الهداية فبابها، قوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين، أما الأخرى..... فلسنا بحاجة إلى تعريفها فنحن أربابها أى الدنيا.
صورة أرشيفية