وائل السمرى يكتب: جيش مصر العظيم فى حماية شعب مصر الأعظم

الأربعاء، 03 يوليو 2013 05:07 م
وائل السمرى يكتب: جيش مصر العظيم فى حماية شعب مصر الأعظم وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشعر الآن بما كان يشعر به الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم حينما زار ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فأحس بما كان يفتقده من مشاعر الإجلال والحب والاحترام، ثم تذكر ما تعرض له من مآس على يده فقال: «وإن كان جرح قلبنا.. كل الجراح طابت.. ولا يطولوه العدا.. مهما الأمور جابت»، وهذا البيت تحديدا هو ما تذكرته حينما أعلنت القوات المسلحة المصرية انتماءها إلى الشعب المصرى فى ثورته على حكم المرشد ومندوبيه، ليطوى بهذا الانتماء الأصيل صفحة من أكثر الصفحات إيلاما فى تاريخنا الحديث.

نعم محا الجيش ببيانه العبقرى الذى نزل بردا وسلاما على مصر كل ما ارتكبه المجلس العسكرى السابق من أخطاء، ليعود الجيش إلى مكانه ومكانته، حاميا للحمى، ساهرا على خدمة أبناء وطنه، منتميا للشرعية الأم، شرعية الشعب المصرى العظيم الذى نصت جميع دساتير مصر عبر تاريخها على أنه «مصدر السلطات»، فهو من يمنح الرئيس سلطته، سواء بثورة أو بانتخاب، وهو من يسلب الرئيس سلطته سواء بثورة أو بانتخاب، وما الالتفاف الشعبى القائم حول بيان القوات المسلحة المصرية المنتمى إلى الشعب سوى اختيار حر من شعب حر، ليصبح الجيش حاميا للشعب المصرى من تلك الجماعة غير القانونية، ويصبح الشعب حاميا للجيش من محاولات تشويهه، واختراقه، وتصفيته.

لم تنبع عبقرية بيان الجيش من موقفه السياسى فحسب، إنما كان أروع ما به هو نزعه فتيل الأزمة السياسية الخانقة التى مرت به مصر على مدار الأيام الماضية، فقد كان الاحتقان سيد الموقف. وأزعم أنه لولا صدور بيان الجيش فى الوقت المناسب لصارت شوارعنا الآن دما، فقد استفزت تصرفات الإخوان العدوانية جموع الشعب المصرى، وصار اعتداء أفراد الجماعة الإسلامية على المتظاهرين السلميين فى بنى سويف، واعتداء الإخوان على المتظاهرين السلميين فى أسيوط نواة للعنف والعنف المضاد، وقد رأينا عينة من هذا العنف أمام مكتب الإرشاد بالمقطم الذى تظاهر بعض الشباب أمامه، فقابلتهم ميليشيات الجماعة المسلحة وكتائب القناصة بالرصاص الحى والخرطوش، وهو ما أسفر عن استشهاد ثمانية من شباب مصر، ليصبح عدد شهداء نظام مرسى منذ 30 يونيو حتى إعلان بيان الجيش 16 شهيدا، كانت جنازاتهم وحدها كفيلة بأن تشعل مصر اشتباكات ودما.

لم تكن الصورة أوضح فى يوم من الأيام مما هى عليه الآن، فقد أسهم نظام مرسى فى توحيد الشعب ضده، مثلما فعل نظام مبارك من قبل، وفى الحقيقة يحسب لمرسى أنه وحّد الشعب بعد تفرقه، فأصبح كما قلت منذ أشهر «واحد ضد الجميع»، ضد الأزهر، ضد الكنيسة، ضد الجيش، ضد الشرطة، ضد القضاء، ضد السياسيين، ضد الثوار، ضد العمال، ضد الفلاحين، ضد الشعب، باتت جماعته صنما للتسلط، وباتت الرئاسة فى يد المرشد آلة جبروت بلهاء.

ليس عندى شك فى أن نظام مرسى إلى زوال، أو ربما زال بالفعل، وقد كتبت هذا فى مقال سابق نشر فى 15 أكتوبر الماضى بذات العنوان «نهاية مرسى»، كما كان لى الشرف أن أكون أول مصرى يعلن خلعه لمرسى فى 23 سبتمبر الماضى، كما أننى كنت أول من طرح فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة فى 13 ديسمبر الماضى فى مقال بعنوان «ليست شرعية ولا صك عبودية»، وذلك ردا على المتشدقين بمقولات الشرعية الزائفة لمرسى وصندوقه، لكنى أرى أن الأهم من فكرة سقوط مرسى أو زواله هو حفاظنا على تلك الوحدة المصرية الخالصة، وإننى أدعو الجميع الآن إلى استثمار حالة التصالح الوطنى القائمة الآن، لأنها هى الضامن الحقيقى لصلاح مصر وتقدمها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة