ناصر عراق

مرسى يحتقر الشعب فى خطبة الوداع!

الأربعاء، 03 يوليو 2013 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مَنْ يرىَ ويسمع خطبة الدكتور محمد مرسى التى ألقاها بعد منتصف اليوم الأربعاء 3 يوليو 2013، يتعجب كيف صار هذا الرجل رئيسًا للجمهورية؟ وكيف وصلت السذاجة بأكثر من نصف الشعب المصرى ليمنحه صوته فى الانتخابات؟

قبل أن أخوض فى الأمر، وبعيدًا عن الموعد البائس الذى اختاره مرسى ليظهر إلى الملايين بعد اختفاء عدة أيام حاسمة، عندى ملحوظة بالغة الأهمية خاصة بشكل الخطاب، فالرجل تحدث على سجيته، ولم يقرأ نصًا مكتوبًا من ورقة، وظل أسير الارتجال نحو 55 دقيقة، وهذا يكشف أمرين: أن محمد مرسى يحتقر الشعب، ذلك أن اللحظة الخطيرة التى نعيشها فى مصر الآن تستلزم أن يتحدث صاحب المسئولية الأولى إلى الناس بكلام محدد ودقيق تمت صياغته ومراجعته أكثر من مرة، لأن الارتجال يجر المرء إلى السقوط فى مستنقع الخطأ، مهما كان فصيحًا وقادرًا على إلقاء الكلام. أما الأمر الثانى فيوضح أن محمد مرسى يرانا نحن المصريون كمجموعة من الأتباع الأميين فى قرية نائية يسعى إلى استمالتهم بخطبة رنانة محشوة بوعيد وتهديد ومدعومة بحفنة آيات من القرآن الكريم، لكنها خالية من أية مواقف جادة تقدر الظرف الراهن.

أجل.. يجهل محمد مرسى تمامًا طبيعة المصريين وقدراتهم الخارقة فى الفهم والوعى والتحليل، ذلك أنه سمح لنفسه بالارتجال وهو يدرك تمامًا أن هناك أكثر من خمسين مليون مصرى على الأقل يتمتعون بالوعى والثقافة والشعور، وأن منهم علماء فى السياسة والاقتصاد والتاريخ، فضلاً عن عشرات الآلاف من المثقفين والمبدعين، ومع ذلك ارتجل ودار ولف وثرثر وأضجر الناس.

أجل.. يجهل محمد مرسى تمامًا أن الشعب المصرى صار أكثر حماسة ووعيًا بعد ثورة 25 يناير 2011 المخطوفة، وأن شباب مصر أمسى أكثر جسارة وحنكة وإقدامًا. أجل.. يجهل محمد مرسى جوهر الشخصية المصرية الطيبة والمتدينة قبل آلاف السنين وقبل ظهور الإخوان وتيارات التأسلم السياسى.. يجهل هذه الشخصية التى قد تتسامح مع أى مخطئ إلا الغادر والكذوب، وقد أدرك الشعب منذ يوم 21 ديسمبر 2012 الذى أعلن فيه مرسى دستوره شبه الإلهى أن رئيسهم غدار، وأنه إلى طائفة الكاذبين أقرب، كما أدركوا طوال عام كامل أن قادة جماعة الإخوان المتأسلمين مجموعة من الأفاقين الذين هرعوا لخطف الدولة، وأن ادعاءهم التدين وإطلاق لحاهم ما هو إلا طلاء كاذب لإخفاء هوسهم بالسلطة والهيمنة.

أجل.. خرج الطوفان البشرى طالبًا الرجل بالرحيل، لكن محمد مرسى لم يفهم ولم يندم، ولم يأت على ذكر الملايين الطالبة بسقوطه، ولم يرَ أعضاء وزارته يفرون من مركبه قبل الغرق، ولم يسمع عن المتحدثين باسمه وهروبهما من قصره، لم ير أى شيء من هذا ولم يذكره، بل ظل يهدد ويثرثر ويتوعد ويكرر (أنا الشرعية 70 مرة) فى مشهد أصاب الملايين بالندم والحسرة وتساءلوا: هل يعقل أن يحكم واحد مثل هذا مصر العظيمة؟

لا أعرف حين يتم نشر هذا الكلام كيف ستكون الأحوال فى مصرنا الحبيبة، (أكتب هذا المقال فى السابعة من صباح 3/7/2013)، أى قبل انتهاء المهلة التى حددتها القوات المسلحة بنحو تسع ساعات، لكن ما أوقنه تمامًا أن الشعب لن يتراجع عن تحقيق مطلبه بإزاحة محمد مرسى من السلطة، وأن الحشود الأسطورية للملايين فى ميادين مصر كلها لن تتوقف عن المطالبة بتحقيق أحلامها فى إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وأن الجيش المصرى سينحاز إلى الشعب، لكنه لن يحكم، كما وعد ونفذ حتى الآن (وبالمناسبة قارن بين بيان القوات المسلحة المصاغ بدقة وبلغة محددة وعميقة وأداء جميل، بعكس الارتجال البائس لرئيس الجمهورية).

أجل.. سننتصر نحن المصريين على تيارات الإرهاب والجهل، وسنهزم نحن مصريو القرن الحادى والعشرين عملاء القرن 18 وجواسيس التخلف الذين تسسلوا من كهوف الماضى وحاولوا حصارنا فى الحاضر بدعم من محمد مرسى ورعايته، ولن نخشى عمليات الإرهاب المتوقعة، على الرغم من الشهداء الذين سقطوا أمس فى فيصل والهرم والكيت كات.

أجل.. مصر الجديدة ستنتصر على الغربان القديمة بإذن الله، والبركة فى الشعب الواعى والحالم والثائر.






مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو العبد

حرام عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

ثائر مصرى

وماذا تنتظر من عبيد السمع والطاعة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله سلم

لو كان مرسي يحتقر الشعب ما تمسك بالحفاظ على مكتسبات الثورة، الذي انقلب هو من أهاننا.

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا وليم

من المنصورة

شكرا الجيش المصرية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة