سادت حالة من الغضب والاستنكار بين المثقفين بعد بيان الرئيس محمد مرسى أمس، واعتبروا الخطاب دعوة صريحة للحرب الأهلية وتحريض مباشر على العنف ووصفوه بيانه "ببيان الحرب الأهلية".
الفنان التشكيلى محمد عبلة قال إن هذا الخطاب يكتب نهاية الإخوان لأنهم بدلا من أن يتقربوا من مطالب الشعب ويتفهموها ابتعدوا خطوات واعتبروا أنفسهم عصابة واختاروا أن يكونوا جماعة إرهابية وهذا دليل على عدم فهمهم للواقع.
ويتوقع محمد عبلة أن تاتى خارطة الطريق التى سيطرحها الجيش واضحة وأنه سينفذ ما التزم به مع الشعب المصرى ولن ينزل كفصيل سياسى بل كحامى للأمن القومى والمهلة التى منحها الجيش للرئيس أراها للمراجعة وحتى لا يبدو الأمر كأنه انقلاب عسكرى، ولا أستطيع توقع ما سيجرى فى الساعات القادمة لكن من الغباء الشديد أن يقدموا على مزيد من العنف فكل حلفائهم يتخلون عنهم الآن وإصرار أمريكا عليهم لن يحسم الأمر لكن الشعب المصرى وجيشه وشرطته هم من سيحسم الأوضاع فى مصر وأمريكا هى الخاسرة إذا وقفت مع الإخوان ضد الشعب المصرى .
ورأت الناشطة والمناضلة شاهندة مقلد أن هذا بيان رئيس يسلم وطنه للأعداء ويدعو للاحتراب الأهلى فى سبيل أن يجلس على كرسى غارق فى بحور الدم، فمكتب الإرشاد هو الذى يخطط هذه المؤامرات ولا تعنيه مصر واتهمهم بتهمة الخيانة العظمى وسيدفعهم الشعب ثمن ذلك غاليا، الجماهير التى يبجحون بأنها انتخبتهم لفظتهم وأطالب الجيش بأن يحمى مصر من هؤلاء المجرمين المعترفين بجرائمهم والمحرضين على العنف والمتجردين من المشاعر الوطنية والإنسانية وأناشد كل المصريين بالنزول إلى الشارع لحماية مصر من هذه الجماعة .
وأكد الكاتب والسيناريست عاطف بشاى أنه على عكس كل الناس غير مستاء من البيان بل يراه نوعا من الحيل الدفاعية لنظام يحتضر ويدرك أنه فى مأزق حقيقى، هذه الجماعة التى لا يهمها الوطن وتنكره وترى عنفها منطقيا من وجهة نظرها وتتصور أنها تغزو مصر كما جاء فى وثيقة غزو مصر التى نشرتها الصحف، هم يسعون إلى هدف ليس له علاقة بالوطن وله علاقة بما ترسخ فى ذهنهم من أنهم يقومون بمهمة مقدسة وجزعنا نحن الليبراليين والمثقفين مما يقومون به من معاداة للتماثيل مثلا هم لا يفهمونه لأن مفاهيمهم مختلفة فهم يكفرون الفنون ويحتقرون المرأة وهذا جزء من نسيج أفكارهم . وتكرار كلمة " قلة " و "بعض" فى البيان نابع من مشاكلهم النفسية وتصوراتهم الوهمية عن أنهم أكثرية.
وأضاف بشاى أنه يتوقع الخروج الحتمى للرئيس وجماعة الإخوان من الحكم وانحسار الإخوان من العالم كله وستستعيد مصر هويتها وريادتها على المدى الطويل وستنتهى ثقافة الحلال والحرام وتسترد الفنون والثقافة رونقها الحقيقى، فحضور المثقفين فى الموجة الثانية للثورة كان جليا على عكس ما كان فى عصور سابقة وهذا مؤشر رائع لأن مصر ستسير فى ناحية ثقافة تنويرية وخلاقة وستنبذ للأبد ثقافة الكهوف.