د. سمير البهواشى يكتب: جيشنا أملنا الوحيد؟!!

مصر عاشت منذ عامين ونصف وما زالت تعيش فترة من أدق فترات عمرها الضارب فى عمق التاريخ، فى خلال تلك الفترة جربنا الخوف وجربنا الرجاء وجربنا الأمل، فخابت كل تجاربنا بعد أن أصبحنا لا نخاف سلطة القانون، ولكن نخاف من بعضنا البعض، ونخون الآخرين الذين بدورهم يخونوننا وما رجوناه لم يتحقق منه إلا اسمه، وما أملناه لم نبلغه بعد.

وجاءت اللحظة التى ترحمنا فيها على أيام مبارك رغم كل ما قيل إنه حدث خلالها وذلك لأن من تولوا مقاليد الحكم قالوا سنكون لكل المصريين لا لفصيل دون آخر، ولم يوفوا ما وعدوا به، وقالوا ستستقر البلاد وسوف يسود الأمن والأمان، وفوجئنا بالمسلم يقتل أخاه الشيعى لاختلاف على المذهب، فما بال من يختلف معه فى العقيدة! ألا يناله من الخوف أضعافا؟!..

وقالوا ستصبح مصر نظيفة فزادت تلال القمامة، وحجتهم أن الفاسدين فى الأجهزة الحكومية والمنتمين للنظام السابق يعرقلون مسيرة النهضة، وكأن الحاكم مشلول اليد لا يستطيع قطع يد الفاسدين، ونسوا أن من يرى فسادا ولا يمنعه ضعيف الإيمان فما بالك بمن يروا الفساد ويباركوه؟؟.

لقد انساق المصريون الطيبون وراء مشاعرهم الدينية وعواطفهم الجياشة واختاروا ربان السفينة دون أن تتاح لهم الفرصة لمشاورة العقل فى أيهما افضل لقيادة الركب فى هذه المرحلة شيخ يعرف من الدين أكثر مما يعرف فى السياسة أم سياسى يعرف فى السياسة، ولا يعرف من الدين إلا قواعده.

فإذا كنت أخى الكريم ممن اختار مرسى، وأنا فعلت، فلا تندم الآن لأن الله إن لم يصلح على يديه البلاد ويهدى العباد فسوف يجعله سببا لكشف الغطاء عن أعين الكثيرين ممن آزروا التيار الدينى عموما فيتبينوا ضعفه فى القيادة، وتخبطه فى القرارات وعدم استقراره على حال فتتغلب كفة المدنيين والمفكرين فى الانتخابات المقبلة على كفة من تركوا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الدعوة لتكفير كل معارضيهم، وقتل من ليس على مذهبهم، ليصبح أمل أغلب المصريين الآن فى جيشه العظيم أن يعيد لمصر أمنها وأمانها واستقرارها، وكفانا إهدارا للوقت والمال، هذا إن كان لدينا مال من أصله!! ولله الأمر من قبل ومن بعد..