د. أحمد عبد الهادى الأعصر يكتب: ارحــــلْ

الأربعاء، 03 يوليو 2013 12:27 م
د. أحمد عبد الهادى الأعصر يكتب: ارحــــلْ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا لــن أقول ارحـــلْ
لأن الشعــــــب ثارْ
أو أن أعدادَ الحشودِ
تجاوزت حـــزن الديارْ
أو أنّ أحــلامَ الشباب
تعفَّـــــــــنتْ
أو أنّ صوتَ الفرحِ
أجهضهُ الحصـــــــــارْ.
أنا لن أقولَ ارحـــــلْ
لأجــــــل غدٍ
تمـــــنَّاهُ الصــــــغارْ
أنا لن أقول ارحــــــلْ
لأسباب البطالة والعمالة
والتخلف والزبالـــــةِ
والتــــذيلِ والدمارْ
أنا لن أقول ارحـــلْ
لنقصِ المـــاءِ
أو شُـــــــحِّ الســـولارْ
أو طفرة اليورو
أو تدنى ما بجيبى الآنَ
فى سوق الدولارْ
أنا لســتُ مهتماً
بأســــعارِ الدولارْ
أنا لــــنْ أقـول ارحــلْ
لشـــكل الخبزِ
أو حجـــــم الرغيـــفْ
فرغـــيفُ أمى
ليــس أجمل منه
فى الدنيـــا سوىَ
أمــىْ.
أمى التى
لا تعرف الإخــــوان
والعلمـــــانَ
والليبــــــرالَ
لا تـــدرى
يميـــــناً أو يسارْ
أمِّـــــــى التى
ما ميزت لى
بين سَـــــلَفٍ
أو فلـــــــلولْ
فالصَّفْـــــحُ
يومَ دخولِ مكةَ
لمْ يبـــــارحْ.
فى العقـــولْ
وأنا أصدقُ قولَ أمـىْ
فأنا أمام الصدقِ أمى
وأنا أمام العطفِ أمىْ
وأنا أمـــام الحــبِّ
أجــلسُ فى خشـوعْ
فهى التى
زرعــت لأجلى الخبزَ
قمحاَ فى الحقـــولْ
وهى التى حرثّتْ
لأجلى أرضنا
وهى التى شّقَّت
بضرب الفأسِ عن
حـــزن الترابْ
وهــى التى فتلتْ
بقايا القَّشِ
كى يغدو رباطاً حولَ
خــصرِ أبــــى
لينساهُ الوجعْ
وارتحَ يا أبتاهُ
من ذاك الوجــــعْ
قِـــفْ يا ترابُ له احتــراماً
هــل علمت بمن أتاكْ؟
ذاك الذى تحـــوى أبىْ
فارفق بــــهِ.. تبَّتْ يــداكْ
فهو الذى ما فاته ظهرٌ
ليأتى وقتُ عصــرْ
وهو الذى لم يختلقْ
اِفكــاً ليغْصِبَ عرشَ مِصرْ
ما زلت أسمع فى بكاء الفجر
نَغمةَ خــوفهِ
ياااااربْ لُطفاً بالولادْ
أنا لن أقــــولَ ارحــلْ
لأنَّ الفقــرَ زادْ
أوْ أنَّ سُـــكَّرَ
حلمنا المنشودِ
قـــدْ أضحى مرارْ
أو أنَّ غَرسَ ربيعنا العربىْ
بين يديكَ لم يطرحْ ثِمارْ
أعطـــوكَ دفتها
الذينَ توسموا
فيكَ الفـــلاحْ
عـامٌ
ظننـــا الغَــوثَ فيهِ
وما دَرَينــا أنه
السَّبــــــعُ القفــــارْ
والآن تــدعو للحــوارْ؟!
الآن قُلْـــــتُ ارحــلْ
لأنكَ فـــــاشلٌ
وطــــنٌ كأرضِ النيــلِ
تجهــــلُ كيفَ يمكنُ
أنْ يُــــدارْ
كفَّاكَ مرتجفـــانْ
فلتـــرحلْ
أَكــــــفُّ الخــوفِ
لا تبنى القــرارْ
اليوم ترحــلُ
ذاكَ آخــــرُ ما أرىَ
فالآنَ غـــــادرْ
ما تبَــــقَّىَ مِـــنْ خِيَـــارْ
..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة