قال مسئولون إسرائيليون، إنهم يتابعون عن كثب التظاهرات الحاشدة فى مصر، خوفا من أن يهدد انهيار الحكم الإسلامى فى مصر معاهدة السلام المبرمة بين البلدين.
وفى الوقت الذى عبر فيه قادة الدولة العبرية عن حرصهم الشديد على عدم اتخاذ موقف فى الصراع بين الرئيس محمد مرسى والمتظاهرين، إلا أن هناك ثمة مخاوف من أن تستغل الجماعات الإسلامية المتطرفة حالة الفوضى، لشن هجمات من داخل مصر، أو من قطاع غزة.
وكان انتخاب مرسى الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلين المعادية لإسرائيل، العام الماضى قد أثار المخاوف الإسرائيلية من أن مصر قد تتجه نحو إلغاء معاهدة السلام التى وقعتها مع الدولة العبرية فى 1979.
وكان الرئيس السابق حسنى مبارك قد حافظ على معاهدة السلام بين بلاده وإسرائيل، وحافظ على تعاون وتنسيق وثيق مع الجيش الإسرائيلى.
ونقلت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قوله "مثل الجميع، أراقب بشدة ما يحدث فى مصر، تذكر أننا وخلال الثلاثين عاما الماضية كان لدينا استقرار وسلام راسخ فى الشرق الأوسط، وهذا يرجع إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، نأمل أن نحافظ على هذا السلام".
واتخذ مرسى منذ توليه السلطة موفقا فاترا فى تعاطيه مع إسرائيل لكنه أظهر نفسه باعتباره يتعامل مع الوضع بواقعية، حيث سمح باستمرار التعاون العسكرى وفى بعض الأحيان عمل كوسيط.
فقد توسطت مصر فى إبرام اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وقطاع غزة، ما أنهى إطلاق الصواريخ وشن للغارات استمر لثمانى أيام.
ومؤخرا، قام الجيش المصرى باستهداف عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس.
وسمحت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل للجيش الإسرائيلى، بالتركيز على المناطق الحدودية المضطربة مع لبنان وسوريا والمناطق الفلسطينية.
وقال المسئولون، إن التعاون الأمنى بين الجيشين يعد الأقوى مقارنة بأى وقت مضى، بسبب التهديد الذى يشنه المسلحون فى شبة جزيرة سيناء.
وفى وقت سابق من اليوم، قال الجيش الإسرائيلى، إن مصر نقلت بعض قواتها إلى المنطقة الحدودية بالقرب من قطاع غزة بالتنسيق مع إسرائيل.
وفى بيان اليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلى "نشاط الجيش المصرى فى سيناء جرى بالتنسيق مع عناصر الأمن الإسرائيلية، وأجيز على أعلى المستويات فى إسرائيل، لمواجهة التهديدات الأمنية فى سيناء التى تشكل تهديدا لكل من إسرائيل ومصر".
وقال مسئول أمنى مصرى فى منطقة الحدود، إن حوالى خمسين دبابة قد انتشرت فى المنطقة مساء أمس.
وتحدث المسئول شريطة عدم الإفصاح عن هويته كونه غير مخول له التحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال سامى أبو جزار، أحد سكان قطاع غزة، إنه يمكنه رؤية سيارات الدفع الرباعى والمدرعات عبر الحدود.
وقال مسئولون عسكريون، إنه لا يوجد تحرك استثنائى للقوات على الجانب الإسرائيلى لكنهم يراقبون الوضع.
ويوجد مخاوف من تزايد عمليات تهريب الأسلحة بين قطاع عزة، وطلب المسئول شريطة عدم الإفصاح عن هويته لكونه غير مصرح له التحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال أيلى شاكيد السفير الإسرائيلى الأسبق فى مصر، إن إسرائيل لديها القدرة، ولكنه بصعوبة فى التعامل مع أى أزمة خاصة فى حالة عدم الاستقرار التى تسود المنطقة.
وتشعر إسرائيل بالقلق من أن تنزلق فى الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا، فى حين تراقب عن كثب الوضع المتردى على الحدود السورية- اللبنانية، بسبب الصراع السورى الذى دخل عامه الثالث.
وقال شاكيد "إن وضع عدم الاستقرار يؤثر بالسلب على إسرائيل وعلى المنطقة بأسرها".
وقال إنه على الرغم من عداء مرسى لإسرائيل، إلا أنه يحترم قيمة الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل.
وقال "حتى مع وجود المتطرفين فى السلطة، لكنهم يتفهمون قيمة ومصالح مصر، من سيحل مكان مرسى فى حالة خروجه من السلطة؟ هل سيكون شخصية تعمل على توحيد المصريين وتعزيز استقرار البلاد؟ هذا لغز كبير وعلامة استفهام كبيرة".
وقال إيلى بوده - وهو خبير فى شئون مصر بالجامعة العبرية فى القدس- إن إسرائيل تريد أن تحافظ على علاقتها مع الجيش المصرى، بغض النظر عن من يقود البلاد.
وقال "من الأفضل لإسرائيل الانتظار وليس التدخل ودعم أى طرف، لندع الشعب المصرى يقرر ما هو لصالحه".