قالت صحيفة واشنطن بوست، إنه على الرغم من مقتل العشرات من أنصار الإخوان المسلمين، إلا أنهم لا يحظون بتعاطف فى الداخل أو الخارج.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مقتل العشرات من الإخوان لم يثير غضب الداخل والخارج، وهو ما يعد علامة أخرى على وجود اتجاه مقلق حيال الإخوان المسلمين، التى أصبحت جماعة منعزلة على نحو عميق للغاية.
وتتابع الصحيفة أن المشكلة التى تواجهها الجماعة حاليا، أنها تعد تنظيم يضم العديد من الأعضاء، فإنها لم تعد تحتفظ بحلفاء سواء داخل مصر أو خارجها، إذ أن العام الذى قضاه محمد مرسى فى السلطة، كان يعج بسوء الإدارة وسوء التقدير ويبدو أنه تسبب فى إغضاب جميع من هم خارج الجماعة.
وتمضى "واشنطن بوست" بالقول إن موقف الكثيرين فى مصر حيال قتلى الأيام الماضية من أنصار الجماعة، كأن شىء لم يكن، إذ أنه بينما هم محقون فى القول إن جماعة الإخوان لم تكترث بقتل المتظاهرين خلال وجودها فى السلطة، فإنهم يبررون قتل أنصار مرسى باعتباره جزءا من مكافحة الإرهاب.
وتضيف أن الخطاب العام يشير إلى جماعة الإخوان المسلمين كجماعة سادية أو إرهابية مسلحة ترغب فى جر البلاد إلى حرب أهلية، كما يتفق عددا كبيرا من المصريين على وصف قتلى الإخوان بأنهم جزء من خدعة متعمدة من قيادات الجماعة للتلاعب بالرأى العام.
وخارج مصر، تقول الصحيفة، فإن مرسى والإخوان يبدو أنهم لم يحظوا بإشارات كافية من الدعم الشعبى أو حتى التعاطف، ففور عزل مرسى تعهد ثلاث من كبار اللاعبين فى المنطقة وهما السعودية والكويت والإمارات بضخ 12 مليار دولار فى خزينة مصر وأظهروا دعما للقيادة المصرية الجديدة.
وحتى الولايات المتحدة التى تسعى للعلب دور المحكم فى مصر ما بعد مبارك، التزمت على نحو واضح الصمت الرسمى وغير الرسمى، فبينما أعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم حيال قتل بعض أنصار مرسى، فإن هذا القلق يسبقه تأكيد على الحاجة للحفاظ على علاقة وثيقة إيجابية مع القاهرة.
وترى الصحيفة أن استمرار سقوط قتلى من أنصار مرسى يدفع جماعة الإخوان المسلمين على هامش المجتمع ويجعل المصالحة الوطنية أقل احتمالا.. وتخلص بالقول إنه لا يبدو أن الإخوان بإمكانهم العثور على حليف بعد عام من تفاقم الغضب الشعبى ضدهم.
وتختم أنه ربما يكون السؤال عما إذا كان بإمكان الجيش الحفاظ على سمعته وعدم المخاطرة بها مرة أخرى مثلما حدث فى أعقاب تولى المجلس العسكرى الحكم بعد سقوط مبارك، وتؤكد أنه يبدو أن القيادة الجديدة للجيش ملتزمة بهذا الخط وباقية على الدعم الشعبى.