مستشار الإمام الأكبر: استقلالية الأزهر أمن قومى .. د. محمد مهنا: مطلوب قانون للتصدى لـ«فوضى الفتاوى».. والخوف من التشيع تحول إلى «فوبيا» والشريعة صياغة حياة بشكل كامل

الإثنين، 29 يوليو 2013 10:00 ص
مستشار الإمام الأكبر: استقلالية الأزهر أمن قومى .. د. محمد مهنا: مطلوب قانون للتصدى لـ«فوضى الفتاوى».. والخوف من التشيع تحول إلى «فوبيا» والشريعة صياغة حياة بشكل كامل فضيلة الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر
حوار- لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالب فضيلة الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، وأستاذ القانون الدولى، بسن تشريع قانونى، يجرّم التصدى للإفتاء فى أمور الدين، من غير أن صاحب الفتوى يكون مؤهلا، بما يكفل وقف ما سماه «فوضى الإفتاء»، و«فتاوى صناعة الفتنة»، التى عانت منها مصر كثيرًا، فى السنوات الماضية.

وقال فى حوار لـ«اليوم السابع»: إن صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانوا يتجنبون إطلاق الفتاوى، وهم من هم، من العلم الشرعى، والحكمة، أما الآن، فصار كل من قرأ كتابًا، أو حفظ بعض الأحاديث، لا يتورع عن الفتوى، مما ساهم فى خلط الحابل بالنابل، وأصبحنا نسمع فتاوى غريبة، سرعان ما تتلقفها وسائل الإعلام، فتروج لها، ومن ثم يزيد العبث، ويلصق بالدين ما ليس منه.

وأضاف أن التيار العلمانى، وفق المفهوم الغربى، لا مكان له فى مصر، لأن العلمانيين المصريين، يصلون ويصومون ويزكون، ولا يعادون الدين، مشيرًا إلى أن الخلافات التى تزدحم بها الساحة فى الوقت الراهن، خلافات سياسية وليست دينية.. وفيما يلى نص الحوار:

يتباكى الكثيرون على تراجع دور الأزهر، فهل هذا صحيح؟ وإن كان الأزهر تراجع فكيف يستعيد دوره؟
- علينا أن نقر بأن الأزهر، لم يعد يؤدى الدور المنوط به، وهذا ليس أمرًا طارئًا، فهناك عوامل دولية ومحلية، تضافرت معًا، من أجل إضعاف الأزهر.

ففيما يتعلق بالعوامل الدولية، كان الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، لم يكن بعيدًا، عن استقطاب المسلمين، أما إقليميًا، فقد شهدت المنطقة حراكًا سياسيًا، له مرجعيات دينية متباينة، ففى إيران وقعت الثورة، وسيطر تيار الخمينى على البلاد، وظهر حزب الله، وكانت المملكة العربية السعودية، قد تأسست، وبدأت أفكار الوهابية تتسع، وسافرت العمالة المصرية، فتأثر البعض، وسعت بعض الحكومات إلى محاربة وسطية الأزهر، ناهيك عن أن ثورة يوليو، حاولت أن تستأثر بكل السلطات.

كل ما سبق، يحدد بعضا من أسباب تراجع دور الأزهر، أما بالنسبة لكيفية استعادة الأزهر لدوره، فهذا فى تقديرى لن يتأتى بغير سن القوانين التى تكفل استقلالية الأزهر، لأن استقلالية الأزهر، ليست ميزة للجامع الشريف، لكنها قضية أمن قومى.

استقلالية الأزهر أمن قومى.. هل شرحت العبارة؟
- أقصد أن الأزهر المستقل، غير المسيس، سيكفل للمجتمع المصرى، الأمن الاجتماعى، فلن يكون هناك إقصاء، بسبب رأى سياسى، أو تكفير بغير علم، أو تغول فصيل، على فصيل.
هذا يستدعى بالضرورة، زيادة الاهتمام برفع وعى خريجى الأزهر، وكذا رفع مستواهم المعرفى والعلمى، حتى يكونوا مؤهلين لتأدية المهمة الحضارية، المنوطة بالأزهر الشريف.

شهدت المرحلة السابقة، استقطابا دينيًا حادًا، وكال رموز التيار الإسلامى، هجوما حادا للعلمانية، فهل ثمة علمانية فى مصر؟
- لا أؤمن بوجود علمانيين، على النموذج الأوروبى فى مصر، فالعلمانى المصرى، يصلى ويصوم ويزكى، إذا كان مسلمًا، وهو يتردد على الكنيسة، إذا كان قبطيًا.

العلمانية التى نشأت فى القارة العجوز، نظرا لظروف خاصة، لم تجد لها تربة خصبة فى مصر، ذلك لأن الظروف لم تتشابه، ولم يعان المصريون عبر تاريخهم، من الاستبداد الدينى على النحو الذى مارسته الكنيسة فى أوروبا، ومن ثم لم تتأسس العلمانية فى إطار كونها ثورة ضد الدين، أو حركة تدعو إلى فصل الدين كليًا عن الدولة.

بعبارة أخرى، لا أحسب أن علمانيًا مصريًا، يفهم طبيعة مصر، ويستوعب خصوصيتها، يوافق على أن يصدر تشريع قانونى، ضد نصوص القرآن، أو يتعارض مع صحيح الدين.

هل هذا معناه أن الحكم فى مصر حكم إسلامى؟
- الحكم الإسلامى ليس مجرد أوامر ونواهٍ، فالشريعة صياغة حياة، بشكل شامل، ولعل مبادئ العدالة الاجتماعية، بما تحمله من مفاهيم التكافل الاجتماعى، والمساواة بين الحاكم والمحكوم، وحق كل إنسان فى العيش الكريم، هى بصورة ما مبادئ الإسلام.. فإذا تحققت هذه المبادئ على أرض الواقع فى مصر، يكون الحكم قد اقترب أكثر إلى روح الإسلام.

وحتى لا أكون ممن يركبون الموجة، فإننى أقر بأنى أتمنى أن يحكمنا الإسلام، بمفهومه الحق الوسطى، الذى أتى به الوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، من السماء، لا أن نعيش الإسلام المسيس، ولا أن نستورد أفكارًا ليست منا.

المشكلة لا تكمن فى الإسلام، ولا فى أحكامه، إنما هى فيمن يدعون أنهم أوصياء على الدين، أو يحكمون بتفويض من السماء.

كيف قرأت مشهد «30 يونيو».. هل هى ثورة أم انقلاب؟
- لست أحسبها انقلابًا، ولا أريد أن أقول إنها ثورة، هى حالة تمرد، وما ستحمله لنا الأيام والأشهر المقبلة، من أحداث، سيجيب على هذا السؤال، وسيضع 30 يونيو، فى مكانها الصحيح.

مع التقارب الإخوانى الإيرانى، صرخ السلفيون يحذرون من التشيع، ومعروف أن الصوفية، التى نعلم أنك ممن يؤيدوها، تعد بالنسبة للبعض بوابة للتشيع.. فما ردك؟
- هذا كلام باطل، يردده الذين لا يفقهون حقيقة الصوفية، فالمعروف أن الصوفية كانت حائط الصد أمام التشيع، على مدى التاريخ، فصلاح الدين الأيوبى، حين أراد أن يدحر المد الشيعى فى مصر، استخدم الصوفية، وجمع مشايخهم، وأنشأ المشيخة، التى تتفرد بها مصر، ومن ثم انطلق شيوخ الصوفية، يعلمون المصريين الإسلام الصحيح، وهكذا صار الأزهر الذى تأسس من قبل الدولة الفاطمية، ليكون منارة التشيع.. صار منارة لوسطية أهل السنة.

أما فيما يتعلق بالخوف من التشيع، ففى اعتقادى أن الأمر كان أشبه بالفوبيا، فمصر ستبقى منارة الإسلام الوسطى، وستبقى منارة السنة التى يقصدها كل الظمأى إلى الحقيقة.

لماذا نرى ما نرى من ممارسات تكاد تكون خزعبلات وتلصق بالصوفية؟
- أصيب التصوف بانحرافات عن المنهج الصحيح، شأنه شأن كل ما هو إسلامى، والإسلام كمنهج حياة وحضارة، لم يكن أضعف مما عليه الآن، وتقديرى أن المرحلة الراهنة، تستدعى أن نستنهض الأمة، عبر تقديم الصورة الحقيقة للإسلام، بما فيه من سماحة ووسطية وقبول للآخر، وعندئذ سنتجاوز محنتنا الحضارية.

هل توافق على أن السياسة أفسدت الدين؟
- الدين لا يفسد، ومن يبتغه فليبحث عنه محفوظًا فى كتاب الله، وسنة النبى، لكن السياسة ابتدعت ضلالات، وأرادت أن تضفى عليها الشرعية، فألصقتها بالدين.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن اختزال الدين فى خطاب دينى، لا يُعمل به، ساهم فى تعميق الهوة بين المطالبين بتحديث الدولة، والمطالبين بتطبيق الإسلام.

إذا لم يتوافق الخطاب الدينى مع حقائق السلوك والفكر، يصبح خطابا فارغًا أجوف، ويعتبر متاجرة بالدين، وعندئذ تصبح السياسة مفسدة.

كيف نتصدى للفتاوى التى صارت مشاعًا بلا ضوابط؟
- إن المرحلة السابقة، فتحت الباب لكل من يريد أن يفتى، فسمعنا فتاوى مسيئة للإسلام، ووجدنا إعلامًا يتلقف هذه الفتاوى، ومع الإعلام أخذ خبثاء يهاجمون الإسلام، فيما هم يزعمون بأنهم يريدون تطهيره من المتاجرة به.

كانت حالة من السيولة فى كل شىء، وتقديرى أن المرحلة المقبلة، تتطلب قانونًا يمنع كل من لا يملك التأهيل المناسب، من الإفتاء، وهذا يجب أن يتحقق بمعرفة علماء الأزهر أولى الثقة، وبعد أن يكفل الدستور للأزهر الاستقلالية الكاملة، ومن المهم أن يوضع ميثاق شرف إعلامى، فلا نرى الفضائيات تستضيف من لا يملك مثقال ذرة من علم، فيقول هذا حرام وذاك حرام.

علينا أن نعود إلى سنة الصحابة، وعلى رأسهم الفاروق عمر بن الخطاب، الذى كان يخشى أن ينوء بذنب إصدار فتوى غير صحيحة، فيقول لمن يستفتيه: اذهب إلى أبى بكر الصديق، فهو أمير المؤمنين.. فأين شيوخ هذا الزمان من هذا الورع والخوف من الله.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Emad

ماذا تقول يا شيخنا فى الدم المسفوح بيد السلطات فى كل مكان

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

قول الحق،،،،،،

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد الدين جمال

تشيع فوبيا! طبعاً بل وكفر فوبيا أيضاً

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة