طه يوسف يكتب: خواطر صائم

الإثنين، 29 يوليو 2013 05:44 م
طه يوسف يكتب: خواطر صائم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتبادر إلى ذهنى فى هذه اللحظات العظيمة والأيام المباركة كم الذنوب التى اقترفتها يداى، وأحابيل ومكائد الشيطان التى سيطرت علىّ فى بعض أمور حياتى، والاعتداءات الأثيمة والهجمات الشرسة من نفسى الأمارة بالسوء التى أصابتنى فى مقتل..

نعم بإمكانى أن أشتم رائحة ذنوبى الكريهة وأنظر إليها بوجه غاضب مكفهر وهى متجسدة أمامى كالوحش الكاسر وفى عينيه نظرة التشفى من هزيمتى، كنت مخطئاً عندما أعلنت الحرب على ذنوبى بمفردى فاكتشفت أنها منازلة حمقاء من شخص ضعيف ليس لديه من الإمكانيات والاستعدادات أن يقاتل عدو شرس يضرب بمخالبه الشريرة فى صدرى ويعض بأنيابه القاسية فى قلبى الضعيف، وأمسيت كالأسير فى يد عدوه الذى ينتظر لحظة هروبه..

وفى لحظات الهزيمة امتعضت كل حواسى للكارثة، وانكببت فى بكاء طويل حتى تورمت عيناى، ورأيتنى أدنو من التهلكة بخطوات سريعة وأركض كحصان جامح نحو نهاية غير مرغوبة ولا مرجوة.. وقد تملكنى اليأس ولازمتنى مرارة الهزيمة..

وما هى إلا هنيهة حتى وجدت الحل.. ومن سوء إدراكى لواقعى أنه لم يكن بعيداً عنى بل كان أقرب لى من أنفاسى الصاعدة والهابطة، إنه سلاح لا يمكن لهذا الوحش الكاسر أن يصمد أمام قوته ولو ثوانى، سلاحاً فتاكاً يقتل كل من يقترب ممن تحصن به..

الاستغفار... نعم إنه سلاحى الذى أرسله لى ملك الملوك الرحيم الغفور التواب فأعاد إلى كيانى الذى سلبته الذنوب وكسرته نكسة الخنوع والاستسلام لها، ها قد سنحت الفرصة للقضاء على هذا الوحش الجاثم فوق أنفاسى، وسأطير أخيراً فى سماء مجللة بربيع الانتصار والذى لن أفرح به إلا إذا توّج برضا العزيز الغفار ...
اللهم انى أرفع إليك أكف الضراعة موحداً ساجداً مسبحاً راجياً أن تغفر لى ذنوبى التى فاقت عنان السماء ..

اللهم أنى جئتك راكعاً لا أخشى إلا عظمتك فاغفر لى.. اللهم إنى أتيتك ودموع الحسرة والندامة تنهمر من عينى كشلال متدفق من فرط آثامى.. فاغفر يارب لى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة