طارق ناجح يكتب: رَجُلْ..

الإثنين، 29 يوليو 2013 06:05 م
 طارق ناجح يكتب: رَجُلْ.. يوسف السباعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل لمصر تقر عيناً.. لأنها لن تهون.. لن تهون وفى صدورنا قلب يخفق وعرق ينبض.. قل لمصر تطمئن فليس فى الكون ما يذل أنفها، ما دام لها من بنيها درع يصد عنها الخطوب ويرد البلايا، قل لمصر أنها لن تضام.. أن فى أجسادنا أرواحاً تتوق إلى التضحية وتتلهف على الفداء.
قل لمصر أننا لا نخشى الموت.. فكل فرد إلى الفناء مصيره.. أن الفرد فانِ أما الأمم فباقية خالدة.. ما أعذب الموت الذى يتيح لنا أن نكتب لها سطوراً فى صفحات الخلود.

قل لمصر إننا نحمد الله.. لأن الله هيأ لنا من الموت فرصة نرد لها فيها بعض الجميل .. ونرفع رأسها بين الأمم.. لقد ميزنا عن غيرنا ممن لم يعطوا فرصة الموت فى سبيلها، قل لمصر إننا لن تموت.. أن أرواحنا فى أكفنا.. وإننا كرماء.. سنجود بها لكى تحيا.. ونذهب نحن لها فداء.
والسلام عليكم ورحمة الله
غزة فى ١٩ مايو١٩٤٨

تلك هى كلمات أحد أبناء هذا الوطن العظيم قبل استشهاده إثر جرح خطير فى حرب ١٩٤٨.. صاغها واحد من أعظم أبناء الجيش المصرى وفرسانه وشهدائه.. واحد من أعظم أدباء مصر ومفكريها.. الفارس الذى لم يترجل حتى لحظة استشهاده فى قبرص على أيدٍ عربية آثمة.. وهو يعلم أنه ذاهب إلى هذا المصير.. ولكن الفرسان لا تترجل أبداً.. فما بالكم بمن عمل مدرساً بسلاح الفرسان.. إنه ابن مصر البار يوسف السباعى.. رحمه الله ورحم كل شهداء هذا الوطن العظيم.. فى مِسك ختامه فى مجموعته القصصية "اثنا عشر رجلاً" بقصة قصيرة حقيقية بعنوان "رجل.." .. نعم رجل وكفى .. فرجل هنا ليست لتحديد النوع أو الجنس ولكنها صفة بما تحويه من معانى كثيرة.. وفق الله كل أبناء الوطن المخلصين.. عسكريين ومدنيين.. وتحية خاصة لابن مصر البار الفريق أول عبد الفتاح السيسى.. ولكل الشعب المصرى الشجاع الذى خرج ليدافع عن ثورته، وعن بقائه كواحد من أعرق الشعوب على وجه الأرض.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة