أحمد مصطفى حربى يكتب: مبدأ برىء

الإثنين، 29 يوليو 2013 10:09 ص
أحمد مصطفى حربى يكتب: مبدأ برىء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من معاول الهدم لفصيل من المجتمع كلمة السمع والطاعة، التى غذاها مدعوها بأنها تعنى إلغاء العقل والشخصية والانصهار فى قالب معين دون الفكاك منه تحت أى ظرف، أو مستجد، وفى هذا خلط شديد، ولا يعنينى هنا الدفاع عن منتهجى هذا المبدأ – إن وجدوا - لكن يعنينى أن هذا المبدأ أصيل فى ديننا وليتنا فعلناه وكنا من أهله فالطاعة العمياء التى لا رجوع فيها، هى أعلى مراتب الإيمان فى جانب التسليم لأمر الله القائل: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".

بل إن الطاعة واجبة لله ورسوله وأولى الأمر، ولكن هذه الطاعة لا توصف بالعمياء إلا إذا كان الواصف يقصد الثقة فى حكمة الله وقدرته وعظمته، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون وهو الحكيم العليم، وهنا أسوق كلاما شديد الأهمية لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى طيب الله ثراه، حين أراد أن يقطع الطريق أمام كل متشكك فى أمر من أمور الإيمان، سواء كانت قضية غيبية أو عقلية فيقول فضيلته، القضية الأولى للمؤمن هى قضية الإيمان، فإنه حين يعرضها على نفسه، بأدلتها وما أوضحه الخالق دليلا على وجوده وقدرته إذا عرض هذه الأدلة على عقله ثم آمن فأسلم لله وجهه، كانت هذه القضية هى العلة والدليل فيما هو أدنى منها كالبعث والحساب والجنة والنار.. إلخ.

إذا أشكل عليه أمر فعليه أن يرجع إلى قضية الإيمان الأولى لأنه فى حالة تشككه فى أمر من أمور الإيمان قد رجع فى إيمانه، وبهذا المنهج أخذ سيدنا أبو بكر رضى الله عنه، الصديق صاحب قولة الحق الشهيرة، "إن كان قال فقد صدق"، ومع العودة لبداية حديثنا، السمع والطاعة، مبدأ أريد له أن يظلم فوالله ليس أعقل من سامع ومطيع بلا أدنى نكوص، وذلك لأن إلزام النفس بالطاعة كأنها لا تملك إلا ذلك أمر ليس للوصول إليه سبيل إلا بجهد جهيد وتوفيق من الله، وهنا لكى أقطع الطريق على خواطر تجول فى الأفق، أقول صراحة لا يخفى على من اتخذ مبدأ السمع والطاعة منهجا أن يعلم أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، إخوانى هى ثقة فى الأمر لا تقييما للمأمور به، وأحيل عقولكم إلى قصة سيدنا موسى مع الخضر، أى مبدأ حمل سيدنا موسى على الانصياع لأمر الخضر أليس مبدأ الثقة فى الآمر.. إن كنتم تعيبون على هذا المنهج، فأى سمع تسمعون وأى طاعة تقدمون، فإن كان لكم فهل ترتقى مسموعاتكم إلى حد السمع والطاعة.. فاحذر أخى من كلمة تقولها فكل مجزى بما يقول ويعمل.. وأيضا فيما يطيع له ويسمع.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة