اليوم الذكرى الأولى لرب"شرفة ليلى مراد"، ومداح "جلطة المخ"، الذى زرع حبيبته فى دماء الأرض، وبعد ذلك أثنى على الضعف، اليوم الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير حلمى سالم، الذى أبدى عدد من أصدقائه المثقفون والصحفيون أسفهم على فقدانه وفقدان بهجته وصفاته، ويشكون الفراغ الذى تركه برحيله داخل كل واحد منهم.
قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع"، أتذكر بمزيد من الأسى ذكرى وفاة الشاعر الكبير والصديق حلمى سالم، فقد كان حلمى سالم شاعرا خاصا، وغزير الإنتاج، وأكثر ما كان يميز "سالم" أنه كان محباً لأصدقائه وزملائه.
وأضاف" أبو سنة" أن حلمى سالم يتميز أيضا بقبوله كل ألوان الشعر، مع العلم أن "سالم" هو شاعر حداثى تجريدى، وعلى الرغم من ذلك فقد كان دائما يستمع لكل ما هو مختلف عنه وعن مدرسته ويستمتع بالجميل فيه، وقد كتبت عنه أبشر بموهبته فى منتصف السبعينيات فى مجلة الكاتب التى كان يترأس تحريرها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، وبالفعل استطاع حلمى سالم بموهبته وشاعريته أن يبرز ويحتل مكانة كبيرة وسط جيل السبعينيات، ليصبح من أهم شعراء جيله، ونحن نتذكره، فى ذكرى رحيله الأولى، بالخير ونترحم عليه.
وأشار" أبو سنة" إلى أن لغة حلمى سالم لغة خاصة به، ونحن فى تلك الفترة نترقب صدور الأعمال الكاملة للشاعر حلمى سالم، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤكدا" سيظل حلمى سالم خالدا وأعماله حية تتنفس إلهاماً لكل مبدع وقارئ، فحلمى سالم حفر اسمه فى ذاكرة الثقافة المصرية والعربية.
قال الأستاذ محمود حامد، سكرتير التحرير التنفيذى لجريدة الأهالى، كان حلمى سالم عاشقا للحياة، وكان دائما يؤثر زملائه عليه، وأتذكر أنه كان يكت عمودا أسبوعيا فى جريدة الأهالى ثم جائنى فجأة وقال لى: "أنا متنازل عن العمود ليتناوب على كتابته عدد من الزملاء" وهذا ما حدث.
أضاف "حامد" أذكر فى الأيام الأخيرة لحلمى سالم وهو مريض أنه أصر على النزول قائلا لى: "أنا لو مشتغلتش أموت يا محمود"، وكنا نعد ملفا عن ثورة 23 يوليو، وطلب أن يشرف على الملف، وكان من أفضل الملفات التى أعدت عن ثورة يوليو، وأذكر أن هذا الملف أيضا هو آخر عمل صحفى قام به حلمى سالم، ورجوته أنا وزملاء آخرين ألا يغادر المستشفى لكنه كتب إقرار عن نفسه وخرج ليقرأ ديوانه الأخير كله فى أمسية شعرية كانت مقامة بحزب التجمع، وكان هذا آخرعمل شعرى له.
وأكد" حامد" أن حلمى سالم لم يكن شاعرا فقط، لكنه أيضا كان باحثا مدققا له أكثر من كتاب أحدهم عن أمل دنقل، وكتاب عن حرب بيروت، وكتب أخرى.
وقال" حامد" بعيدا عن الأدب والفن أشعر أننى أتقد حلمى سالم كثيرا وأفتقد جلسة السمر التى كانت تجمعنا على المقهى بحكم أننا جيران ونسكن فى منطقة واحدة.
وقال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، فى تصريح خاص لليوم السابع، أنا أعرف حلمى سالم منذ دخوله الجامعة عام 1970، وأعتقد أننى شاهد على تطوره الشعرى بجميع مراحله، كما أننى شاهد على نضجه السياسى، فهو بعد عامين فى الجامعة أصبح له دور فعال فى جميع الأنشطة الطلابية، خاصة المتعلقة بالسياسة منها.
وأضاف "فؤاد" كان "حلمى سالم يعالج مشاكله بالكتابة، فقد كانت الكتابة تجعل تركيزه أعلى، وتساعدة على ايجاد حلول لأى مشكلة يقع فيها،لذلك كان نادر الشكوى غزير الإنتاج.
وأشار" فؤاد" إلى أن حلمى سالم كان قد سبقه فى السفر للبنان، قائلا؛ عندما سافرت بيروت كان" سالم" هناك منذ فترة وكان قد عمل فى العديد من الصحف اللبنانية، وعندما وقع الغزو الصهيونى على لبنان عام 1982، وتوقفت معظم الصحف، أسسنا مجلة" المعركة" مع مجموعة من الكتاب العرب، ولكن ما أذكره أن حلمى سالم كان أكثرنا نشاطا وعملا، مؤكدا على صدق "حلمى سالم" وأمانته، قائلا؛ أذكر أننى ذات يوم من أيام رمضان ونحن فى لبنان، دعوت عدد من الأصدقاء على الفطار وكان من بينهم حلمى سالم وتجمعنا جميعا إلا صديقة تدعى" نِعم"، فقلقت عليها جدا، حتى جاءنا نبأ إستشهادها، فحزنا جميعا، وكتب حلمى سالم لها نصا، وقاله فى تأبينها، وكان النص به لفظة" نهد"، فأنكر عليه البعض هذا وقالوا له لا يليق أن تصف شهيدة هكذا، لكن حلمى سالم لأنه صادق فى مشاعره، لم ير أن الشهادة انتزعت منها صفتها الإنسانية وأنوثتها فكتبها كما يشعر بها ويراها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة