د.سمير البهواشى يكتب: أنت ومالك لأبيك

الأحد، 28 يوليو 2013 01:35 ص
د.سمير البهواشى يكتب: أنت ومالك لأبيك أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطالعنا الصحف كل صباح بأخبار قتل الأولاد لآبائهم أو أمهاتهم، فهذا خبر عن ابن يقتل أماً مسنة طلبت منه مساعدتها فى قضاء حاجتها، وهذا آخر يشترك مع أمه بتحريض منها فى ذبح أبيه أثناء نومه وتقطيعه الى ثمانى قطع ثم دفنه فى محل عمله وتغطية الأرض بالسيراميك ودهسه ألف مرة فى اليوم بالأقدام وكأنه لا فضل له عليه أو على أمه التى عاشرته عشرين عاماً وأنجبت منه خلالها سبعة أولاد، منهم هذا القاتل فأى قوة تلك التى تقف وراء مثل هذه الحوادث الشاذة غير قوة تملك الشيطان لقلوب هؤلاء وأمثالهم وملئها بحب الدنيا وإهمال أمر الآخرة ونسيان قول الرسول الكريم، إن الدنيا أهون عند الله أن تزول من أن يقتل امرؤ مسلم وهنا يأتى دور الوعاظ فى المساجد والكنائس وأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.

فعلينا جميعاً أن نتناول فى مواعظنا وكتاباتنا أمراض القلوب والمجتمع وأن نملأ قلوب الناس بحب الله والفضيلة حتى لا يصبح بها مكان للشيطان والرذيلة، وأن نكافح الإدمان بداية من السيجارة وانتهاءً بالبانجو وألا نيأس من التكرار والإلحاح.

جاء شاب إلى رسول الله (ص) يشكو أباه بأنه أخذ ماله، فقال له النبى (ص) فأتنى به، فنزل جبريل عليه السلام على النبي فقال: "إن الله يقرئك السلام ويقول لك، إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شىء قاله فى نفسه ما سمعته أذناه.. فلما جاء الشيخ، قال له النبى "ما بال ابنك يشكوك؟ أتريد أن تأخذ ماله؟" فقال له الشيخ: سله يا رسول الله، هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسى؟! "فقال له الرسول: "أيه، دعنا من هذا، أخبرنى عن شىء قلته فى نفسك ما سمعته أذناك!! فقال الشيخ: والله يا رسول الله مازال الله عز وجل يزيدنا بك يقيناً لقد قلت فى نفسى شيئاً ما سمعته أذناى قال النبى قل وأنا أسمع، قال:
غذوتك مولوداً ومنتك يافعاً * تغل بما أجنى عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت * لسقمك إلا ساهراً أتململ
كأنى أنا المطروق دونك بالذى * طرقت به دونى فعينى تهمل
تخاف الردى نفسى عليك وأنها * لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التى * إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائى غلظة وفظاظة * كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذا لم ترع حق أبوتى * فعلت كما الجار المصاحب يفعل
فأوليتنى حق الجوار ولم تكن * على بمال دون مالك تبخل

فحينئذ أخذ النبى (ص) بتلابيب الابن وقال: "أنت ومالك لأبيك"رواه ابن ماجه عن جابر وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنهم.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما عن النبى (ص) قال: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس" رواه البخارى.. فما بالكم بمن يقتل أحد والديه إذ يجمع بين كبيرتين: العقوق وقتل النفس؟؟

قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"، صدق الله العظيم.. ومن ناحية أخرى يجب علينا أن ننبه الآباء إلى قول الرسول الكريم "رحم الله امرءاً أعان ولده على بره "وذلك باختيار الزوجة الصالحة والتى ستكون أمه فى المستقبل وحسن اختيار الاسم وأن يربيه التربية الدينية ويكون قدوة حسنة له حتى يشب على حب الفضيلة والخير فمن يزرع خيراً يجن خيراً، إن شاء الله.. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة