الصين والاتحاد الأوروبى يتوصلان إلى "اتفاق ودى" بشأن واردات الألواح الشمسية

قال مفوض التجارة الأوروبى كارل دى جوشت، إن الصين والاتحاد الأوروبى توصلا إلى تسوية لنزاعهما التجارى حول واردات ألواح الطاقة الشمسية الصينية.

واتهم الاتحاد الأوروبى الشركات المصنعة لألواح الطاقة الشمسية الصينية بإغراق السوق الأوروبية بهذه المنتجات. وسمح الدعم الحكومى فى الصين لهم ببيع منتجاتهم بأقل من تكلفة الإنتاج فى الاتحاد الأوروبى، حسبما يدعى الاتحاد.

وأضاف دى جوشت فى بيان "اتفق الجانبان على حد أدنى لأسعار واردات ألواح الطاقة الشمسية الصينية إلى الاتحاد الأوروبى بعد نزاع استمر لستة أسابيع". وتابع دى جوشت "تم التوصل إلى حل ودى".

ورحبت الحكومة الصينية اليوم السبت، باتفاق لإنهاء نزاعها مع الاتحاد الأوروبى بسبب صادرات ألواح الطاقة الشمسية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدث باسم وزارة التجارة شين دايانج قوله "أظهرت التسوية مواقف تتسم بالبراجماتية والمرونة من كلا الجانبين".

غير أن رابطة مصنعى الألواح الشمسية الأوروبية التى قدمت شكاوى ضد الإغراق والتى أدت إلى النزاع وصفت التسوية بـ"الفضيحة".

واتهمت الرابطة الاتحاد الأوروبى بالخضوع للابتزاز الصينى، وقالت إنها تحيل المسالة إلى محكمة العدل الأوروبية.

وفتحت بروكسل تحقيقا يتعلق بمصنعى ألواح الطاقة الشمسية الصينيين فى سبتمبر 2012، بعد أن قالت الرابطة إن منتجات الطاقة الشمسية الصينية مدعومة بشكل غير قانونى من قبل الحكومة الصينية. وخلصت بروكسل إلى أن نحو 40 شركة كانت على حق وفرضت تعريفات مؤقتة فى يونيو.

وقال رئيس الرابطة ميلان نيتشكه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد قدمت المفوضية الأوروبية الكثير من التنازلات التى لم يعد لديها سند فى القانون التجارى الأوروبى".

وقالت مصادر دبلوماسية، إن الاتفاق طالب بحد أدنى للسعر بحيث يكون 56 سنتا لكل وات من الإنتاج. ومن المقرر أيضا وضع سقف للإنتاج الكلى من الواردات الصينية من الألواح الشمسية إلى الاتحاد الأوروبى بحيث يبلغ 7 جيجا وات سنويا.

وذكرت مفوضية الاتحاد الأوروبى أن الاتفاق سيغطى صادرات من نحو 90 مصدرا صينيا ويمثل نسبة 60% من الألواح المباعة فى الاتحاد الأوروبى. ولن تخضع الشركات التى تلتزم بتلك الشروط لفرض تعريفات عقابية.

وبالنسبة لشركات أخرى، ستدخل التعريفات العقابية، التى تتراوح بين 2ر37% إلى 9ر67% التى أعلن عنها دى جوشت فى شهر يونيو الماضى، حيز التنفيذ فى السادس من أغسطس القادم.

وبررت المفوضية الأوروبية التعريفات لسبب ما وصفته بـأنه خطر كبير يهدد 25 ألف وظيفة فى صناعة ألواح الطاقة الشمسية الأوروبية المتعثرة بسبب المنافسة الرخيصة غير النزيهة من الصين.

وتسمح قوانين منظمة التجارة العالمية لمكافحة الإغراق للدول بحماية صناعتها المحلية من المنافسة غير النزيهة لكن عندما فرض الاتحاد الأوروبى تعريفات عقابية مؤقتة تبلغ 8ر11% فى المتوسط مطلع شهر يونيو الماضى، أثار ذلك المخاوف من انتقام بكين.

وقال دى جوشت "نحن على ثقة بأن هذا الالتزام بالسعر سيحقق الاستقرار فى سوق الألواح الشمسية الأوروبية وسيزيل الضرر الذى ألحقته ممارسات الإغراق بالصناعة الأوروبية".

وأضاف "سينتج عن الاتفاقية توازن جديد فى سوق الألواح الشمسية الأوروبية بمستوى مستدام للسعر".

وقال شين "سيروج الاتفاق لعلاقة اقتصادية وتجارية مفتوحة وتعاونية ومستقرة ومستدامة بين الصين والاتحاد الأوروبى".

وقالت المفوضية، إن السلطات فى بروكسل تريد من الدول الأعضاء منح الموافقة الرسمية للاتفاق فى غضون الأيام العشرة المقبلة.

وحال الاتفاق دون مزيد من التصعيد للنزاع التجارى غير المسبوق فى ضوء القيمة السوقية العالية لواردات الألواح الشمسية والمقدرة بـ28 مليار دولار سنويا.

ورحب وزير الاقتصاد الألمانى فيليب روسلر بالاتفاق قائلا "أشرنا دائما إلى أن حلا تفاوضيا هو أفضل من نزاع سيضر بالعلاقات الاقتصادية".

ويزيد الاتفاق بشأن الألواح الشمسية الآن الآمال فى استعداد الصين لتسوية الخلافات مع الاتحاد الأوروبى فى مجالات أخرى.