أبدى عدد من المثقفين الكبار من أصدقاء الشاعر الراحل حلمى سالم حزنهم الشديد، رغم مرور عام على رحيله، مؤكدين أنه مازال حيا فى نظرهم بشعره الذى كلما قرأوا منه بيتا، أمدهم بالأمل، هكذا وصف أصدقاء سالم شعره وحالته التى عايشوها معه حتى اللحظات الأخيرة من عمره، مؤكدين أنه حتى أخر لحظة لم يتوقف قلمه عن كتابة الشعر.
الناقد الكبير جابر عصفور يقول، إن حلمى سالم واحد من أنبغ شعراء السبعينات امتلك الجانب الإبداعي في الشعر ، فضلا عن الجانب التنظيرى، فقد كان ناقدا من طراز ممتاز كان محللا سياسيا.
وأضاف عصفور حلمى سالم تجربة عميقة فى الشعر، صاحب قضية، وموقف، وصفه بالمثقف العضوى وصفه دقيق تماما لم يكن يترك أى جانب من جوانب الحياة الواقعية إلا يتناوله بالكتابة لذلك كان يمتلئ إبداعه بالوفرة وجدير بالنقاد أن يتناول تجربته.
قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، إن حلمي سالم ليس فقط شاعر أحبه وأقدره، بل صديق لازمته فى الأيام الأخيرة قبل الوفاة، صداقتنا كانت أكبر وأقوى من أى اختلافات، فقد كان مثقفا عضويا محبا للحياة، حتى كان ينغمس فيما يحبه لدرجة لا ترى رأسه خارج ما يحبه، سواء كان هذا الحب لــ" بيروت" أو امرأة أو قصيدة شعر.
وأضاف رمضان كنت أغار من حلمى سالم لأنه كسب حب الجميع، وهذه القدرة تعود إلى محبته التى لا تنتهى للحياة، قبل الأيام الأخيرة من وفاته عندما كان فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، بكى وقال لى أتمنى أن أعيش بعد إجراء العملية لمدة شهر، وذلك لأكتب عن جمال البشر وقدرتهم على الحب والامتلاء بالجمال.
قال الشاعر الكبير حسن طلب في الذكرى الأولى للشاعر حلمى سالم، إن العودة مرة أخرى لتراث حلمي سالم وما تركه من تراث شعريا مهم وضرورى فقد كان حلمى سالم من جيل الطليعة الذى أثر بعمق فى حركة الشعر المصرى والعربى ويعتبر رائدا من رواد بناء القصيدة الجديدة من رواد قصيدة النثر فى السبعينيات.
وأضاف طلب، أن سالم يعتبر علامة من علامات قصيدة النثر أثر فى الأجيال القادمة وقدم لهم نموذجا مدافعا عن قصيدة النثر ، وحق الشاعر في التجريب وبناء معمارا جديدا مجرب وطليعي ، ومؤسس للأجيال التي لحقته بمواقفه النصيرة لجيل الشباب المجدد.
وأشار إلى أن حلمي سالم من بين الشعراء الذين تميزوا بالإنتاج الغزير إنتاجا ليس فقط في الشعر بل في كتب نقد الشعر وخاصة المقالات النقدية التى كتبها لأجيال جديدة كي يشجعها، كما كان مدافعا عن الحرية والتنوير والقيم الأساسية التي دافع عنها الرواد الأوائل مثل لطفي السيد وغيرهم .
فاطمة ناعوت قالت، إن حلمى سالم مثقف عضوى موضوعى إضافة إلى كونه شاعرا تجريديا، اعتبره النقاد رأس حربه لجيل السبعينات، وكان معقلا أدبيا من طراز رفيع، يعرف كيف يزن كلماته من ميزان الموضوعية، فيظهر السمات الأسلوبية لكل دون محاباة ودون قسوة.
وأضافت ناعوت فى تصريحاتها لليوم السابع، أن ما يميز حلمى سالم أيضا فهو كونه مثقفا عضويا لا يعيش في برج عاجى لا يبرحه الشعراء وينظرون إلى الواقع من علىَ، بل كان يشتبك مع الواقع ومفرداته ليس فقط فى مقالاته في جريدة الأهالى وأدب ونقد، بل أيضا فى قصائده ودواوينه.
وأشارت ناعوت إلى السمات الأسلوبية في شعر حلمي سالم وقالت : دائما ما تجدي فى قصائده خيط رومانتيكي ووجودي والسياسي والاجتماعي بل والإيماني بل في قصائده الأيروتيكية ، كنا نلمح بين خيط القصيدة خيطا ربوبيا .
على المستوي الإنسانى كان رهيف الحس جدا وأحب أن أحكى عنه حادثة مقهي في حى الحسين فتاة شحاذة بحث فى جيبه ولم يجد إلا ثلاثة جنيهات، فأعطاها لها جميعا ، دون أن يحتفظ لنفسه بشىء، وأشارت "هكذا كان يجود بآخر ما معه من أجل الآخرين، وله أياد بيضاء على الجميع.
وأضافت: حلمي سالم خاض معارك مع "الحرس الشعرى" الجيل الستينى ، على رأسهم الشاعر "أحمد عبد المعطي حجازى" الذي كان مناوئا ومعاديا للشعر الحداثي والقصيدة الجديدة والتجريب، وفى المقابل كان حلمى سالم مجربا ومجددا بامتياز يكتب بحس شبابي عال جدا و كان المدافع عنا أمام الحرس الشعري وأصحاب الياقات العالية أمثال حسن طلب وأحمد عبد المعطي حجازى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة