قال نادر بكار المستشار الإعلامى لحزب النور السلفى، ردا على سؤال من مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية حول كيفية تجنب مصر إراقة الدماء التى دفعت بها إلى أزمة منذ إطاحة الجيش بالمعزول محمد مرسى، إن هذا سؤال صعب للغاية.
وأضاف بكار: "نتفهم أنه لا يمكن لأحد أن يهاجم الجيش دون أن يقوم الأخير بأى رد فعل، لكننا لا نريد رد فعل مفرطا، ويجب أن يكون لدينا الاستقرار المهم عاطفيا أمام المدنيين، وفى نفس الوقت، بالنسبة للمدنيين الذين يريدون أن يناضلوا ضد الجيش، نحاول إقناعهم بأن هذا لن يؤدى إلا إلى مزيد من الدماء.
ورأت المجلة الأمريكية أن هذه الرسالة تتسق مع التوازن الذى يحاول حزب النور السلفى تحقيقه، فالحزب وقع على خارطة الطريق التى أطاحت بمرسى، وقدمت غطاءً إسلاميا للإطاحة به، إلا أنه اختلف بعد ذلك مع الحكومة المؤقتة ولاسيما انتقاده الحاد للحملة على الإخوان المسلمين.
وأوضحت أن الحزب كان فى المقدمة من أجل الدفع نحو المصالحة مع الإخوان، لكنه يستطيع أن يكسب المزيد لو تم إقصاء الإخوان المسلمين من العملية السياسية.
أما الإخوان، فهم يرون أن ما قام به النور خيانة تاريخية، وتخلى عن أول حكومة إسلامية فى مصر من أجل مكسب سياسى قصير المدى.
ويقول عمرو دراج القيادى الإخوانى البارز إنهم، أى أعضاء النور، سذج للغاية وليس لديهم خبرة كافية للعب السياسة، وهم معارضونا الأساسيون لذلك، اعتقدوا أن هذا وقت مناسب لتنحيتنا جانبا، أو إضعاف موقفنا أو التخلص منا، ومن ثم يستطيعون أن يتولى مسئولية قيادة فى الحياة السياسية.
وفى المقابل، فإن بكار يرسم صورة لكيفية تجاهل إدارة مرسى لحزب النور ونصيحته بنزع فتيل الأزمة السياسية قبل 6 أشهر، وقيامها باستعداء كل الأطراف السياسية، فيقول: "الحقائق هى الحقائق، الجيش قرر أن يكون مع الشعب، ومن ثم كان الأمر مسألة تتعلق بخسارة كل شىء بالنسبة للتيار الإسلامى.. خاصة عندما لا تكون مقتنعا بطريقة الإخوان فى الحكم، وخاصة عندما ترى أن الناس العاديين ضدهم".
ويرى البعض أن السلفيين كانوا دوما فى وضع أفضل من الإخوان فى السياسة المصرية، فتقول ياسمين معتز أحمد طالبة الدكتوراة فى الأنثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة كامبريدج والتى تجرى أبحاثا ميدانيا فى المناطق القروية فى مصر،:" إن الكثير ممن قابلتهم يعتقدون أن السلفيين أقل تشددا من الإخوان، والمشكلة كانت فى هيكل الإخوان من أعلى على أسفل، فبينما يتعين على الإخوان فى كل ركن من أركان مصر الاستجابة لما يتم إملاؤه عليهم فى التسلسل الهرمى، فإن السلفيين ليس لهم مثل هذا الهيكل، ويمكن أن يتكيفوا بحرية أكبر مع ظروف منطقتهم".
ويقول نادر بكار إن حزب النور لا يريد أن يترك انطباعا بأنه شارك فى 30 يونيو ليحصل على الجائزة الآن، ويؤكد: "لن نتولى أى مسئولية بأى وسيلة غير الانتخابات".