غادة عطا تكتب: لماذا تدعم أمريكا الإرهاب حول العالم؟

السبت، 27 يوليو 2013 01:05 م
غادة عطا تكتب: لماذا تدعم أمريكا الإرهاب حول العالم؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر فى التسعينيات عدة كتب صنعت ضجة إعلامية بأفكارها التصادمية والتى تتحدث عن العداوات بين الأمم.. كان من أبرز تلك الكتب هو كتاب صدام الحضارات لصمويل هنتنجتون، والذى كان يتنبأ بالصدام بين الغرب المسيحى والإسلام، فضلا عن صراع الأقوياء بين أمريكا وغيرها كانت تلك الكتب تمهد لصناعة عداوة مع الإسلام وصدام حضارى حقيقى وتتنبأ بمعارك بقاء.. هذه النظريات لها أساس فى السياسة الأمريكية، التى تجمع شتات مجتمعها من الأجناس المتفرقة والطبقات الاجتماعية غير العادلة بصناعة عدو شرس تواجهه وتطالب الشعب بالتمترس خلف الإدارة المركزية لمواجهته، وهى تسعى لتفتيت هذا العدو داخليا من خلال مقاتلين تستدرجهم وتستخدمهم للحرب وتصفية هذا العدو وتشتيت قوته العسكرية والاقتصادية، فضلا عن استمالتها للمعارضين والمهمشين لمواجهة عدوها وعدوهم بشراسة ثم ما تلبث لتجهز على هذا العدو وتنقلب على حلفائها ضده فتتخذهم ذريعة لحرب هنا أو هناك.. حدث ذلك من قبل مع الاتحاد السوفيتى أثناء الحرب الباردة، حيث ساندت المقاتلين الأفغان وبن لادن ودعمتهم بالسلاح، فما إن وضعت الحرب أوزارها حتى وضعتهم على قوائم الإرهاب وأعلنت أفغانستان دولة يحكمها إرهابيون واستغلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر لشن حرب ضروس على أفغانستان باسم الحرية ونشرالديمقراطية أجهزت على كل أمل فى حياة كريمة لأهل هذا البلد، الذى ازداد فقرا ودمارا وخرابا واكتست أرضه بدماء أبنائه.. نفس هذا السيناريو هو ما وضع للوطن العربى والعالم الإسلامى.. لقد دعت كونداليزا رايس الحكومة الأمريكية إلى توصيل حكومات من التيارات الإسلامية إلى الحكم فى الدول العربية لأنهم كما قالت نصا عندما يصلون يقتتلون، وهى أرادت أن تصل التيارات الأكثر تطرفا للحكم حتى تضيق بهم ذرعا شعوبهم وتبدأ الصراعات الطائفية والعرقية وتشتعل حروبا أهلية لا تهدأ فتبدأ أراضى الدول الإسلامية فى الانقسام لكيانات أكثر هشاشة وضعفا لا تستطيع الدفاع عن نفسها فتخضع جميعها للهيمنة الأمريكية فى إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد.

فأمريكا لم تساند أى تيارات متشددة حبا فيها أو حبا فى الإسلام وإنما لاستخدامها كوسيلة فى تفجير المجتمعات الإسلامية وإعطاء صورة ذهنية سيئة عن المسلمين بأنهم تكفيريون ومتطرفون وهو ما يخدم هدفها الأساسى فى القضاء على عدوها المصطنع الإسلام، كما تنبأ صمويل هنتنجتون وغيره ممن مهدوا للصدام مع الإسلام.. ولقد دعمت أمريكا هذه التيارات بالمال والدعم الإعلامى العالمى ورحبت بها فى المحافل الدولية ووفرت الدعاية والتدريبات التقنية والفنية حتى تستطيع دخول الحقل السياسى بقوة وفى الوقت ذاته دعمت ووطدت علاقتها بالتيارات المدنية ومولت منظمات المجتمع المدنى بحيث ترتفع حدة الصراع على السلطة تحت مسميات دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان التى تسعى لتفويت أى فرصة لاستقرار الاقتصاديات أو الأحوال السياسية فى البلاد فما إن يصل أحد طرفى الصراع السياسى المحموم على السلطة حتى يلجأ الطرف الآخر لإثارة القلاقل وتأليب الشعب، وهو ما يضمن لأمريكا عدم الاستقرار، فضلا عن ميل تلك التيارات لتشويه مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء بما يجعل المواطنين لا يثقون فى كل ما يخرج عنها من معلومات حتى فى أوقات الخطر، وهو ما يكسر الوحدة الوطنية والتلاحم بين الجيش والشعب بما يهدد السلام الاجتماعى وسيادة الدول ويجعل الدول ضعيفة فى مواجهة الأخطار الخارجية.

واستمرار دائرة العنف والعنف المضاد داخل الدول كفيل بانهيار أى دولة من الداخل وتفتيتها، وهذا بالضبط ما تستهدفه السياسة الأمريكية الاستعمارية ضد الدول الإسلامية كعدو يجب تصفيته وتفتيته.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة