لا شَكَّ أن هناك فوارق فى بنية وآلية عمل كل من مخ الرجل ومخ المرأة، والتعرف على هذه الفوارق يفسر لنا الاختلاف فى طريقة التفكير وفى السلوك بين الرجال والنساء، كذلك فإن إدراك هذا الاختلاف يحقق تعاملاً أفضل بين الجنسين، كما يعِين على تقديم خدمة أفضل لكل منهما فى مجالات الصحة والتعليم وعلم النفس.
كتاب "المخ ذكر أم أنثى" للدكتور عمرو شريف، والدكتور نبيل عمر، كتاب متميز متفرد فى المكتبة العربية، يناقش موضوع شائق حساس، يثير الكثير من التساؤلات العلمية والاجتماعية والدينية والسياسية، لقد نجح المؤلفان فى تبسيط أصعب ما خلق الله، ألا وهو المخ، بأسلوب رشيق، وفهم عميق، ودراسة متأنية، وثقافة علمية جادة.
لذلك تجد فى كل صفحة من الكتاب عمق الدارس، والتفانى فى التفسير والتحليل والتبسيط، ويعتمد المؤلفان على ثورة الأبحاث العلمية الخاصة بوظائف المخ البشرى، من خلال الأبحاث الخاصة بتقنيات تصوير المخ، وكذلك علوم البيولوجيا الجزيئية، بالإضافة إلى الأبحاث الخاصة بالبيئة وعلوم الاجتماع.
وإذا كانت نساء العالم يطالبن بالمساواة مع الرجال، ولهن الحق فى ذلك، فإن قراءة هذا الكتاب تبين لنا أن المساواة ليست فى صفهن، لا لأنهن يتميزن ويتفوقن على الرجال فى بعض المظاهر البيولوجية والنفسية والاجتماعية، بل لأنه ببساطة لا يمكن بيولوجيا مقارنة بنية ووظيفة مخ الإناث بمخ الذكور.
إن كتاب "المخ ذكر أم أنثى" رحلة فى أشد العوالم غموضاً، ألا وهو المخ؛ وفى أثناء إبحارنا مع المخ تتجلى عظمة الخالق، وإذا كان المؤلفان قد بذلا جهداً كبيراً لعرض كيفية عمل بلايين الخلايا العصبية، التى تتفوق على أكبر كمبيوترات العالم، وتمكنا بنجاح وتفوق من تبسيط معجزة الخالق "المخ".
