إن كنت من المتخوفين من أن يراق الدم المصرى فى الشوارع، فلا أجد لك فرصة لتمنع هذا الدم من الإراقة أفضل من أن تنزل اليوم من بيتك، وتذهب بكامل إرادتك لتؤكد شرعية ثورة يونيو، ومطالبها، ولتحقن دماء آلاف المصريين الذين يقتلون كل يوم بسبب تجبر عصابة حكمتنا بالكذب والتحايل، وتريد أن تجلس على رؤوسنا بالتهديد والوعيد. أمامك الآن خياران لا ثالث لهما، إما أن تكون فى صف التنظيم الدولى لعصابة الإخوان، أو أن تكون فى صف جيش مصر العظيم الذى اختاره الشعب المصرى ليكون حاميه وحارسه.
ربما تكون متردداً الآن بين الخيارين، وربما يمنعك تخوفك من أن تشارك فى المظاهرات التى دعا إليها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وربما تكون حائراً بين النقيضين، وربما تكون محتفظاً ببعض ود كان بينك وبين أحد أعضاء التنظيم، لكن عليك أن تعلم أن هناك ثوابت لا يجوز لنا أن نحيد عنها، وهناك قاعدة وطنية تجبر من ينتمون إلى هذا البلد على الانصياع إلى أوامر مصر ورغباتها. فأمامك الآن حالتان متناقضتان، الأولى أن تظل صامتا على جرائم الإخوان وأتباعهم، وبالتالى تمنحهم تفويضاً بقتلك وقتلى، والثانية أن تعطى تفويضاً للجيش بمحاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه، وأن تراقب سلوكه وأفعاله، إن راقت لك دعمته، وأن لم تعجبك سحبت تفويضك له.
احمد ربنا، وقل إنه من حسن الحظ أن يتكشف وجه كل خائن الآن وليس غداً، ففى الوقت الذى تضرع فيه المرشد ورجاله إلى أمريكا لنجدتهم ونصرتهم، كان السيسى يطلب الإذن من الشعب وحده، ليخطو بهذه الدعوة خطوات واسعة نحو الاستقلال الوطنى، وبشجاعة غير مسبوقة يضرب بتعليمات أمريكا عرض الحائط، يقول لك أنت آمرى الأوحد، إن قلت يمينا فيمين، وإن قلت يسارا فيسار، وهذه فرصة تاريخية للشعب المصرى، فقد كان المتخاذلون منا يربوننا على أن الحاكم هو «الأب»، وله عليك من السلطات ما للأب على ابنه. لاحظ مثلا تأكيدا على هذا من أقوال مرشد الإخوان محمد بديع عن مبارك من أنه أب لكل المصريين، ثم تطور الأمر على يد المرشد وتابعه فى قصر الرئاسة ليصف العلاقة بين الشعب والحاكم كما لو أنها علاقة زوجية، مفترضين أن مرسى هو الزوج والشعب هو الزوجة، قائلين رداً على مطالبتنا له بالانتخابات الرئاسية المبكرة «اللى يتجوز شرعى ميطلقش عرفى»، ثم أعاد السيسى للعشب كرامته وأهميته فى تأكيده على أن الشعب هو الآمر، وهو مصدر الشرعية، ومانح السلطات.
إن كنت لا تريد تفويض الجيش بالحرب على الإرهاب، فاعلم أن عدم تفويضك له يعنى أنك تفوّض الإرهابيين بالتحكم فى مصيرنا، وإليك عينة مما سيفعلونه، ففى يومين انفجرت قنبلة فى المنصورة، وحاول الإخوان اقتحام مديرية أمن الفيوم، وحاولوا اقتحام مطار الأقصر، فإن كنت لا تريد تفويض الجيش بالحرب على الإرهاب فاجلس فى بيتك، وعد الضحايا، وتمتع بمشهد الدم، وشاهد مجازر الإخوان فى سلخانة الأورمان، وبين السرايات، والمنيل، وسيدى بشر، والتحرير، و«مصمص شفايفك» متحسراً. راقب أيضاً خطوات عصابات الإخوان وهم ينفذون مخطط التنظيم الدولى المتحالف مع تركيا ليعبثوا بأمنك وسلامتك، ويهددوا أمنك القومى ومرافقك الاستراتيجية.. لا تفوّض السيسى بالحرب على الإرهاب، فقط امضغ غيظك وأنت تقف فى الشارع الذى قطعته عصابات الإخوان بالساعات، وانتظر حتى يخرج الناس إلى الشوارع ويقتلون كل إخوانى بلا رحمة، واستعد لمن سيفتح عليك بيتك ويقتلك على الهوية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/جمال عبد الناصر
مقالك بديع ياصديقي ..........يسلم قلمك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مهنا
iهذا يوم الشعب المصرى