محمد صبرى درويش يكتب: يسعى نورهم بين أيديهم

الجمعة، 26 يوليو 2013 03:10 م
محمد صبرى درويش يكتب: يسعى نورهم بين أيديهم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصطفى الله من الناس عباداً يُحبهم ويُحبونه، رحماء بينهم تراهم بين الركوع والسجود قُواماً، تجد فى وجوههم نضرة نعيم الطاعات وتجد فى قلوبهم خشية رب الأرض والسماوات، فهم إصلاح وصلاح فى الدنيا ويوم القيامة هم النور التام والنعيم الذى ليس بعده شقاء وأعد الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.


يبشرهم الله عز وجل بالنور الذى يسعى بين أيديهم وبالجنات التى تجرى من تحتها الأنهار فوزاً بما قدموا وأىُ فوزٍ هو، إنه الفوز العظيم فيقول الحق العلى فى سورة الحديد "يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ "


فحينما تبيض الوجوه من الطاعة ،وتتطهر القلوب من المعاصى والأحقاد، ويكون العمل خالصاً لوجه الله لا ينتابه شرك ولا سمعة ولا رياء فيكون الجزاء نور لمن عمل وأطاع ورضى ذالك النور يغلب ضوءَ الشمس، فعن النبى صلى الله عليه وسلم قال " لَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا سِوَارُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ"

يزداد النور ويكثر ،وتعلو المنازل وتعظم ،وترتفع المواكب وتُبجل، فأىُ فرحة تُوصف وأىُ نعيم يأتى بعد الفوز بدخول الجنان وضمان السعادة الأبدية والقرب من رب البرية ،فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّى فِى السَّمَاءِ إِضَاءَةً ،قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ"

فنور المؤمنين لا يضاهيه نور عند دخولهم الجنة وبعد تواجدهم فيها، فيا من صبرت على مشاق الطاعة ورضيت بالتقرب للرحمان طريقاً ومنهاجاً وأخذت بمحكم التنزيل أسوةً وملزاماً، أبشر بالنور الذى سيسعى بين يديك فى مواكب تسعد بها الأنفس وتقر لها الأعين.

ولعل البشرى الأعظم والأرقى هى التى سوف يخبر بها ربنا أهل الجنة بعد دخولهم الجنة، فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عن قال قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير فى يديك ،فيقول هل رضيتم؟ ،فيقولون وما لنا لا نرضى يارب وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحداً من خلقك، فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذالك، فيقولون يارب وأى شىء أفضل من ذالك ،فيقول أن أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبدا"

♦ فاللهم أحلل علينا رضوانك، وأدخلنا ياربى جناتك، وهب لنا نوراً يسعى بين أيدينا، وأنعم علينا من بركاتك وفضلك، واجعلنا من الفائزين فى الدنيا ومجدنا بالفوز العظيم فى الأخرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة