حين كان الجيش المصرى مسئولا عن إدارة المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك قبل أكثر من عام بقليل رسم الفنان محمد هارون (27 عاما) صورة لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحوله أموال منهوبة من الدولة.
والآن وقد عادت السيطرة إلى الجيش مرة أخرى فإنه يعتزم رسم القائد العام الحالى للقوات المسلحة وهو ينتشل دولة تغرق من البحر.
ويقول كثير من المصريين المعارضين لمرسى إن إعجابهم بالجيش لم يتزحزح قط وأن أى غضب كان دائما موجها للقادة المسئولين.
وفى عالم السياسة المصرية المضطرب منذ الإطاحة بمبارك القائد السابق للقوات الجوية يعتبر الجيش المؤسسة التى تتيح الاستقرار.
وأظهر استطلاع للرأى نشره مركز زغبى فى يونيو أن نسبة الثقة فى الجيش كمؤسسة تبلغ 94 فى المائة، وفضل نحو 60 فى المائة من المشاركين من غير المنتمين للتيار الإسلامى عودة مؤقتة لحكم الجيش بينما رفض هذا كل الإسلاميين تقريبا.
وخدم هارون على غرار غيره من المصريين كمجند فى الجيش وهو سبب آخر فى اعتبار البعض أن جنود الجيش جزء من النسيج الوطنى.
وبالتالى فإن البعض الذين يتحدثون همسا فى بعض الأحيان يتساءلون إلى متى سيستمر ترحيب المصريين بالجيش هذه المرة على الرغم من تأكيد عسكريين أن السيسى لا يسعى إلى السيطرة على السلطة وسيلتزم بخطة يمكن أن تؤدى إلى إجراء الانتخابات خلال ستة أشهر.
وبعد عزل مرسى أصبح المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للبلاد.
وأصبح مرسى عضو جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة أول رئيس منتخب فى انتخابات حرة فى البلاد فى يونيو الماضى حين فاز بنسبة تقترب من 52 فى المائة من الأصوات.
وقالت حنان شعبان (39 عاما) حين اشترت صورة للسيسى وهو يرتدى زيا عسكريا كاملا ونظارة واقية من الشمس وهى واحدة من صور عديدة تباع فى ميدان التحرير الآن.
وأضافت أن السيسى "رجل يشعر بالقلق على بلده وعلى شعبه"، وإلى جانب صورة السيسى تباع صور عسكريين آخرين أصبحوا رجال دولة.
وأظهرت صور بعنوان رجال "مصر العظماء" أنور السادات الذى اغتاله إسلاميون عام 1981 وجمال عبد الناصر الذى أطاح بالملك فاروق عام 1952 وقاد حملة على الإخوان وغيرهم بعد ذلك بعامين.
وتظهر أكشاك الباعة أن مبارك لم يستعد اى درجة من التأييد وتصوره إحدى اللقطات وراء القضبان داخل سجن مع مرسى، وحتى تولى مرسى الحكم كان جميع رؤساء مصر منذ عام 1952 من ضباط الجيش.
وقال دبلوماسى غربى "بعد ما حدث فى العامين الأخيرين فى هذه المنطقة يجب أن تقول إن كل شيء ممكن”.
وفى ظل صراع أهلى محدود بقيادة المسلحين فى سيناء دعا السيسى إلى احتجاجات حاشدة اليوم الجمعة ضد "العنف والإرهاب وأصبح الشارع الذى لا يزال بوسع الجيش الاعتماد على دعمه الواسع لتدخله هو ساحة المعركة.
الفريق أول عبد التفاح السيسى