محمد طلبة

الموت فى سبيل الديمقراطية

الجمعة، 26 يوليو 2013 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان التيار المحافظ لديه مشكلة أصولية فى تعريف الديمقراطية وهى حكم الشعب نفسه بنفسه متجاهلين الضوابط الشرعية وأحكام الإله، وكانت فتاوى البعد عن العملية السياسية كالانتخابات التشريعية لما يتضمنه المجلس التشريعى من مخالفات شرعية وعقائدية، كما حدث فى انتخابات ٢٠٠٥، حيث عدم جواز المشاركة أو دعم الإخوان هى الفتاوى فى الأشهر آنذاك.

حتى المظاهرات والاعتصامات كانت لا تجوز شرعا ليس لمسألة عدم جواز الخروج على الحاكم كما يحب أن يصدق البعض، فأغلب من فى الساحة كان لا يرى مبارك حاكم شرعى، بل انتزع أكثرهم صفة الإيمان عنه بعد ما رأوا فى عهده من ممارسات تنكيلية بالمشايخ والشباب السلفى الصغير، كان النهى عن المشاركة من باب درء المفاسد، كأن يصاب المُشارك بضررٍ بدنى أو يفقد حياته أو يُعرض نفسه لملاحقات أمنية بعد المظاهرة، فكانت المصالح المرجوة من المشاركة لا تساوى فداحة الخسائر، حتى المظاهرات الحقوقية الضئيلة التى خرجت بعد مقتل الشاب السلفى السكندرى (سيد بلال) غاب عنها أبناء التيار المحافظ.

تمر الأيام والسنون وتقوم ثورة تونس.. ويراقبها المصريون عن كثب.. فتخرج فتاوى أقل تحفظاً.. فمصر مش تونس.. تونس يُمنع فيها الحجاب والآذان وينتشر الفسق والفجور.. أو هكذا كانوا يقولون.. ونكرر مصر مش تونس.. وتُقابل دعاوى "مظاهرات ٢٥ يناير" بتحفظ شديد... وبحسابات المصالح والمفاسد (تاني) وأولويات المرحلة والخوف من بطش النظام تخرج علينا فتوى تنصح بعدم المشاركة فى آحداث يناير ٢٠١١.

و بعد أيام قليلة يتبدل الموقف (و تتبدل الفتوى) ويشارك الجميع وبقوة فى الثورة المصرية لتنتصر (جزئيا) وتُسقط النظام.....و يسارع أعداء الديموقراطية بالأمس بالتحضير للعرس الديموقراطى....متجاهلين الأصوات المطالبة بالتطهير وإعادة الهيكلة... رافضين إعطاء القوى الثورية الآخرى ومفجرى الثورة الأوائل "فرصة".... فيباركون إستفتاء مارس التاريخى.....أول صدع ديموقراطى فى صفوف الثورة المصرية..و استقبلوا نتيجته بتكبيرات العيد فى غزوة الصناديق... ثم تخلفوا عن الشارع وتركوا رفقاء الميدان يواجهون الضرب والسحل والموت على يد بلطجية أو شرطة آو جيش أو..... أهالى !!

أصيبوا بحالة من الشره الديموقراطى....انزلوا شبابهم يحمون مجلس الشعب من. .. الشعب... أو لنقل مجموعة من الشعب... علمًا بأن المجالس النيابية من رموز الجمهورية وهى تحت حماية الحرس الجمهورى. . ولم يحدث أن مُس مجلس الشعب فى خلال الثورة أو بعدها.!! ولكنه إنجاز ديموقراطي!! سارعوا بالمشاركة فى الإنتخابات الرئاسية ثم كتابة أعظم دساتير البشرية.... تجاهلوا نداءات شركاءهم التقليديين "إسلامية إسلامية" وسخروا منهم وشنعوا عليهم فى المحافل الدولية.... كما قال عصام العريان للصحيفة الأمريكية إن السلفيين عندهم مشاكل مع "الديموقراطية".

مر ١٢ شهرا على أول رئيس مصرى منتخب ديموقراطيا.... فشل فى حل مشاكل المواطن المصرى البسيط.... فهو لن يأكل ديموقراطية....، لن يملأ سيارتة ديموقراطية ولن يحمى بيته من الجريمة المنظمة بالديموقراطية... فقرر أن يغضب بطريقة غير ديموقراطية فى ال ٣٠ من يونيو ونزلت الملايين فى جميع أنحاء الجمهورية.... كان يمكن أن يتوقف الأمر بإجراء إستفتاء "ديموقراطي" قبل تفاقم الأزمة وتحجيم سقف المطالب التى تعلمنا أنها تزيد ولا تنقص إذا تجاهلناها.

سقط النظام....وانتفض المؤيدون فى الشوارع....يحاولون أن يملؤها دون جدوى.... انتشرت سريعا هتافات إسلامية إسلامية.... وشرع الله ودولة الإسلام.... لافتات الشريعة تغطى ميدان رابعة... ولكن.... لم يستمر ذلك طويلا.... فقد نصحهم الناصحون... أن شرع الله وإسلامية إسلامية قد لا تفيد القضية وتؤخر النجدة الغربية المنتظرة....فتختفى الشريعة من المشهد سريعا لتحل مكانها الديموقراطية.

اختفت السلمية من المشهد. ...وصبغت المدن المصرية بلون الدم... هذا يُلقى من فوق السطوح فى الأسكندرية وهذه تُقتل فى مسيرة فى المنصورة وهذا يُفجر فى سيناء....ثم إذا سألتهم.... هل تظن حقا أن مرسى هو الرئيس المؤمن الذى كان يسعى لتطبيق وحماية الشريعة؟! فتكون الإجابة لا... ولكنه رئيس "مدني" (مش إسلامي) منتخب ديموقراطيا!!! وسندافع عن "الشرعية" الصندوقية حتى لو متنا فى سبيل ذلك..إنه الموت فى سبيل الديمقراطية.


* عضو مؤسس فى حركة سلفيو كوستا





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

mimo

انت جبت من الاخر

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

كلام لوز اللوز من الأخر الله يفتح عليك

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

هي اسلامية

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

بسم الله والصلاة و السلام علي رسول الله

عدد الردود 0

بواسطة:

أنا مسلم و الحمد لله لكن عندي رأي في الدولة الدينية

سؤال الى السيد كاتب المقال... و ارجو منه الرد ... و بمنطقية و عقلانية.....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة