لا تخلو حياة أى منّا، من منغّصات، ومشاكل، تعكر مزاجه، وتسبب له القلق، والمشكلة هنا ليست فى المشكلات التى يواجهها الفرد، بل إنها فى الطريقة التى ينظر بها الفرد لمشكلته، غالبا ما يلجأ لتضخيم الأمور، مما قد يخرج حياته عن مسارها الطبيعى، لكن إن تعلم كيفية الرد على مجريات أمور الحياة بدرجة أكبر من الهدوء، فإن المشكلات التى تبدو وكأنها لا تقهر، ستظهر على أنها قابلة للحل، فى كتاب "لا تهتم بصغائر الأمور..فكل الأمور صغائر" يضع المؤلف "ريتشارد كارلسون"، طرقا وأساليب تجعل منك إنسانا هادئا، وتعلّمك كيف تنظر للأمور من منظور جديد.
تتكون هذه النصائح من مئة قاعدة، فعلى سبيل المثال يقول "امتص سخط الآخرين بإظهار أنهم على حق"، وهنا يقدم قاعدة سلوكية مهمة فى كيفية التعامل مع الآخرين فى بيئات العمل بحب ومودة وتسامح.
وينطلق المؤلف فى كتابه، الذى يحتوى على مائة باب، وعدد كبير من التجارب والنظريات التى تعالج كل منها جزئية مهمة فى مجال التغلب على صغائر الأمور فى العمل والحياة بأشكالها المتعددة، موضحاً رؤيته من أن المشكلات الكبيرة فى بيئات العمل لا تحدث إلا قليلاً وعلى فترات متباعدة، إلا أننا نعطيها الاهتمام الأكبر من وقتنا وتركيزنا، فى حين أن صغائر الأمور اليومية لا تحظى منا إلا بقليل من الاهتمام، على الرغم من أنها تكاد تكون يومية وتكون مصدراً للضجر والتوتر الدائم
ويطرح المؤلف كثير من الأسئلة المهمة، ويطالب "الموظف" بأن يوجهها لنفسه، منها "هل أريد أن أكون على حق فى تعاملى مع الآخرين مهما كلف الأمر؟ أم أرغب فى أن أكون شخصاً سعيداً ومحبوباً من الآخرين؟"، ويعود المؤلف بنفسه ليجيب عن هذين السؤالين، بطريقة بسيطة ومنطقية.
ويقدم الكتاب استراتيجيات محددة، تستطيعون البدء فى تطبيقها من اليوم، ستساعدكم على التجاوب مع مجريات الحياة بدرجة أكبر من الكياسة، والإستراتيجيات التى سوف تطالعونها هنا، هى نفسها التى تثبت أنها أفضل الإستراتيجيات على مدار السنين، وكل واحدة من تلك الإستراتيجيات بسيطة وفعالة فى آن واحد وسوف تكون بمثابة المرشد الذى يهديك إلى الطريق الموصل للعيش فى درجة أكبر من الهدوء والتمتع بمنظور أوسع للأمور.