
المساعدات الكويتية لمصر كانت جزءا من النقاش السياسى الذى تشهده الكويت هذه الأيام، انتظارا لانتخابات مجلس الأمة يوم السبت المقبل، فعقب تصريحات منسوبة للنائب السابق وعضو الحركة الدستورية الإسلامية "حدس"، أحد أفرع التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، التى قال فيها إن دعم الكويت ودول الخليج لما أسماه بحكومة الانقلاب مصيبة، أكدت الحكومة الكويتية التزامها بدعم مصر.
وقال الشيخ سلمان الحمود الصباح، وزير الإعلام الكويتى، إن علاقة مصر بالكويت هى علاقة محبة وإخاء وتاريخ طويل من الاحترام المتبادل والعطاء بين البلدين، مؤكدا على أن الكويت تقدر مواقف مصر العربية والأصيلة فى كافة الظروف.
عبد الحميد دشتى، المرشح عن الدائرة الأولى، هاجم فى ندوته الانتخابية مساء أمس الأربعاء المساعدات الكويتية لمصر، وقال "الحكومة تدفع المليارات لمصر فى وقت تحتاج فيه الأمة إلى تنمية حقيقية"، مشيرا إلى أنه رغم معارضته للإخوان المسلمين إلا أنه مؤمن بأن الشعب المصرى هو الذى يقرر مصيره، وتساءل: "لماذا أدخل طرفًا الآن وأدفع لهذا أو ذاك".
وأضاف "دشتى"، فى الندوة التى تابعها "اليوم السابع": "أدفع بشرط أن يكون الشعب الكويتى راضيًا ودون نزاع لأن الكويت محايدة".
الشيخ سلمان صباح الحمود الصباح، وزير الإعلام الكويتى، قال من جهته خلال لقائه مع الوفد الصحفى المصرى المشارك فى تغطية انتخابات مجلس الأمة "نتذكر موقف الشعب المصرى الوفى فى دعم حق الكويت عام 1990، كما أن جزءا من نهضة الكويت دائما يكون لمصر الدور الرئيسى فيها، وهذا شعور لدى كل كويتى تقديرا لدور مصر شعبا وقيادة"، مؤكدا على أن "استقرار مصر يمثل ضمانة للأمن القومى العربى"، لافتا إلى أن الخلل الذى أصاب مصر خلال الفترة الماضية أثر على الأمن القومى العربى، كما أن هناك تطورات ما كانت لتحدث بالعالم العربى لو كانت مصر قوية.
وأكد الشيخ سلمان صباح الحمود الصباح أن أمر المساعدات التى أعلنت عنها الكويت لمصر، والمقدرة بأربعة مليارات دولار، هى أمر محسوم "لأن الوقوف مع الأشقاء فى مصر واجب ومحل دعم وتقدير من كافة المجتمع الكويتى"، قاطعا الجدل الذى أثير مؤخرا بشأن احتمالية تقليص هذه المساعدات بسبب اعتراض البعض عليها بالكويت، لكن وزير الإعلام أشار إلى إجراءات خاصة بتنفيذ أى نوع من الدعم يجب اتباعها، وهى إجراءات قال إنها "دستورية وقانونية سيتم اتخاذها وفقا لما يحقق هذا الأمر"، لافتا إلى أن اللغط حول المساعدات هو جزء من النقاش السياسى الموجود فى كل مكان، ومن بينها الكويت التى تشهد انتخابات لمجلس الأمة، مؤكدا على أن دعم الكويتيين لمصر لن يرتبط بالكلام لأن علاقة البلدين أكبر من هذه الأمور.
وتحدث عن إمكانية طرح مشروع قانون بحزمة المساعدات الكويتية لمصر على مجلس الأمة المقبل لإقرارها.
وحول عودة الاستثمارات الكويتية لمصر وزيادتها، قال وزير إعلام الكويت إن المشكلة لم تكن كويتية، وإنما كانت مصرية داخلية، فنحن كنا نرى الوضع فى مصر يذهب للمجهول، وهناك لجنة مشتركة مصرية كويتية تحدثت عن مجالات متعددة للاستثمار الذى يجب أن يأتى من القطاع الخاص، معربا عن أمله فى أن تكون الأجواء المستقبلية أكثر إيجابية وجاذبية للاستثمارات.
وردا على سؤال حول إن كان لدى الكويت تخوف من وجود الحكم الإسلامى فى مصر، قال الشيخ سلمان "نحن نحترم خيارات الشعب المصرى، ولا نقبل أن نتدخل فى الشأن المصرى كما لا نقبل أن يتدخل أحد فى شئوننا، لكن هناك وجهات نظر بأن الأحزاب الفئوية والدينية تحتاج لتقويم ومراجعة حتى يصير هدفها الأساسى وطنيًا".
وتحدث الشيخ سلمان الحمود عن انتخابات مجلس الأمة الكويتى، وقال إن هذه الانتخابات جاءت بعد صدور حكم تاريخى من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الأمة السابق وحدد إجراء الانتخابات خلال 60 يوما، لافتا إلى أن هذه المهلة الدستورية تصادف أنها تأتى ضمن شهر رمضان الكريم، فتم إصدار مرسوم بتنظيم الانتخابات يوم 28 يوليو الجارى، مشيرا إلى أن الاستعدادات تسير على قدم وساق لتنظيم انتخابات ناجحة ونزيهة تحقق مصلحة الكويت، من خلال سلطة تشريعية تعمل بالتعاون مع باقى السلطات، معربا عن أمله فى أن تشهد الفترة المقبلة تعاونا واستقرارا بين كل سلطات الدولة، وقال إن التنمية دائما تحتاج لاستقرار وتعاون بين كل السلطات.
وأكد الشيخ سلمان الحمود على أن الشعب الكويتى أثبت وعيه وقدرته على حماية مكتسباته الدستورية، "فاليوم نتحدث عن مرحلة جديدة بإجراء الانتخابات وفق قانون الصوت الواحد الذى أكدت المحكمة الدستورية دستوريته"، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن الكويت دولة مؤسسات، وأن الدستور هو الذى ينظم العلاقة بين هذه المؤسسات، فضلا عن حكمة القيادة السياسية للشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، الذى جنب الكويت بحنكة وذكاء عواصف كتلك التى تعرض لها العالم العربى.
وردا على سؤال حول إمكانية السماح بإنشاء أحزاب بالكويت وفقا لما هو مطروح ببرامج عدد من المرشحين، قال الشيخ سلمان إن هذه القضية مطروحة وليست جديدة، لافتا إلى أن "أى عمل يحتاج إلى بيئة ووعى وتعاون لاختيار النظام الذى يتناسب مع الكويت، لذلك فإن الموضوع بحاجة لمزيد من الدراسة، لأن الهدف يجب أن يكون أمن واستقرار الكويت"، مشيرا إلى أن الدراسات قائمة للوصول إلى صيغة تبعد الكويت عن الأحزاب الفئوية والدينية التى قال إنها تمثل معضلة العالم العربى الآن.