السيد عبدالستار المليجى: الجماعة ستبقى عنفا ودماء مادام «بديع» و«عزت» وشركاؤهما على رأس الإخوان.. القيادى الإخوانى السابق: «السيسى» كان ناصحا أمينا لـ«مرسى» لكن المعزول رضخ لقرارات التنظيم السرى

الخميس، 25 يوليو 2013 10:38 ص
السيد عبدالستار المليجى: الجماعة ستبقى عنفا ودماء مادام «بديع» و«عزت» وشركاؤهما على رأس الإخوان.. القيادى الإخوانى السابق: «السيسى» كان ناصحا أمينا لـ«مرسى» لكن المعزول رضخ لقرارات التنظيم السرى الدكتور السيد عبدالستار المليجى القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين
حوار - أحمد أبوحجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤكد الدكتور السيد عبدالستار المليجى، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن ما حدث فى مصر يوم 30 يونيو كان ثورة شعبية ضخمة أدرك الجيش مطالبها، فكان حاميا لها ولم يكن مشرفا أو مديرا لها، ويرى أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى كان دائما فى موقف «الناصح الأمين» للرئيس المعزول محمد مرسى وأن الأخير كان يستجيب دائما لقرارات مكتب الارشاد والتنظيم السرى.

المليجى الذى انشق عن الجماعة فى مطلع القرن الحالى، ولعب دورا فى تأسيس حركة «كفاية» يرفض أى اتهامات لموقف الجيش، ويقول إن قادته تدخلوا فى الأحداث للحفاظ على الأمن القومى، بعد أن حدثت صدامات عنيفة بين الرئيس ومؤسسات الدولة، ويحذر فى حواره لـ«اليوم السابع» من أن الخطر الأكبر الآن على مصر بعد زوال حكم الإخوان يتمثل فى الجماعات السلفية، التى يتهمها بأنها تناور وتخفى وجهها الفكرى بهدف الوصول للسلطة، مشددا على أن تحقيق هذا الهدف من شأنه أن يجر مصر إلى الاقتتال الداخلى.. وإلى نص الحوار:

وما ردك على من يصفون ما جرى فى 30 يونيو بالانقلاب العسكرى؟
لكل دولة أو جماعة أجندتها ومصالحها الخاصة، فأمريكا وصفت ما جرى بالانقلاب لأن مصالحها كانت مع نظام الرئيس المعزول، ولكن الشعب المصرى يعرف جيدا أنها ثورة شعبية ضخمة وتم الإعداد لها منذ عدة أشهر والجيش كان محايدا تماما مع كل القوى السياسية حتى قبل يوم الحسم، والمعلومات التى توافرت لدى القيادة العسكرية أدركت أن المشهد سيكون ضخما وأن الحشود ستملأ الشوارع وأن المعارضين للتغيير سيكونون أقلية ما يعنى أن الجيش نفذ رغبات الشعب، وأنا أرفض وصف ما حدث بالانقلاب لأن السيسى منذ فترة وهو يعمل لجمع الفرقاء السياسيين منذ نوفمبر 2012 ثم قبل 30 يونيو بأسبوع، وتدخل الجيش ينبع من حقه الدستورى الذى أعطى له الحق بالتدخل إذا كان هناك تهديدات للأمن القومى داخليا أو خارجيا.

لكن البعض أيضا اتهم الجيش بأنه سعى للعودة للحكم مرة أخرى بعزله لمرسى، وأن خارطة الطريق التى تبناها هى نفسها التى أعلن عنها «المعزول» فى آخر خطاباته؟
الجيش لم يكن مديرا أو مشرفا على 30 يونيو لكنه كان حاميا لإرادة الشعب، بيان السيسى جاء متوافقا مع إرادة الشعب، وأعلن عن خارطة طريق سيشرف على تنفيذها.

والحقيقة أن مرسى لم يع قاعدة أن «الوقت كالسيف» ولم يستغل المهلة التى أعطاها له السيسى، والجماعة صورت ما يحدث على أنه ثورة إعلامية فاطمأن الرجل وخرج فى خطابه الأخير ليهدد الشعب، وأراد أن يكون التغيير تحت إدارته التى شكك فيها الشعب، بعد أن لفظه ورفض وصايته، فكان من المستحيل أن تعود الثورة إلى الوراء، ومرسى سار فى عكس الاتجاه الثورى ولم يستطع لم شمل المصريين، وعلى العكس من ذلك قسم الشعب إلى فئات دب بينها الصراع بعد أن جمعتهم ثورة يناير، كما أن خطاباته كانت تكرس للديكتاتورية والاستبداد، ويكفى قوله «أنا قلت كفاية سنة حرية» الذى كان بمثابة إعلان حرب على الشعب الذى لم يكن متقبلا لاستمراره.

وفى المشهد الأخير اقتنع السيسى بعدم قدرة مرسى على تفهم حجم المؤسسات الوطنية «الجيش والقضاء والإعلام والسياسية الخارجية لمصر» وحاول أن ينقل له أن الصدام مع هذه المؤسسات هو صدام مع الدولة من أجل مجموعة صغيرة من الجماعة وهم أعضاء التنظيم السرى الخاص للإخوان المسلمين، وليس كل قاعدة الإخوان، والسيسى كان ناصحا أمينا للرئيس لكن مرسى لم يكن يستجيب واستحوذ مكتب الإرشاد على عقل الرئيس المعزول، وكانت هناك محاولات من الجيش لإقناعه بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو إجراء استفتاء على بقائه لكنه رد عليها بالقول: «يمكن أوافق إذا وافق مكتب الإرشاد».

بحكم قربك من بعض قيادات الجماعة وكونك كنت عضوا بها لسنوات طويلة.. ما توقعاتك لمسار الجماعة خلال الفترة المقبلة؟
وجود الإخوان فى رابعة العدوية يعتبر أول هجوم عنيف على الثورة وهناك حالة من السلطوية والعناد داخل مكتب الإرشاد وكنت قد أرشدتهم على خطة للخروج من أزمتهم مع القوى السياسية، لكنهم لا يستمعون لمن ينصحهم وكان مضمون النصيحة عبر رسائل ثم خطابات إعلامية أنه ليس أمامهم سوى الاندماج فى الوطن والعمل بمبدأ الثورة مع القوى الوطنية، والاعتذار عن أخطاء العام الماضى والإقرار بمطالب الشعب، لكن الآن انتهى الدرس ولم يعد أمام بديع ورفاقه فى مكتب الإرشاد سوى إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم حتى تأخذ الثورة مسارها، ويكفى عنادهم الذى أوصلهم إلى المحرقة ويجب أن يعلموا أن عنفهم سيقضى عليهم، ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم سواء كجماعة أو حزب.

وهل يمكن دمج جماعة الإخوان فى المجتمع مرة أخرى؟
من يدعو إلى اندماج الإخوان فى المجتمع يخون ثورة الشعب، فالإخوان أصبح لديهم إشكالية تتمثل فى أنهم جماعة كانت محظورة حكوميا، وأصبحت محظورة شعبيا، كما أن الشعب لن يتقبلهم لمدة 100 سنة مقبلة، ولن يسمح بالتفاوض مع من قتل المصريين فى ربوع مصر ومن يعرقل بناء الدولة ومن يقف فى وجه الانتقال سريعا إلى الحالة الديمقراطية الجديدة، وعلى شباب الجماعة أن يتخلوا عن الجانب السيئ من التنظيم والذى يتعامل مع شعب مصر على أنه «جاهلى ويجب الانقضاض عليه وقت ضعفه والتحالف مع أى قوى خارجية ضد مصر فى مواجهة شعبها».

وبرأيك لماذا فشل الإخوان فى إدارة مصر خلال العام الماضى؟
الاستعلاء على القوى السياسية والطمع فى المناصب وفرض الوصاية على الشعب هى الأسباب الرئيسية لما وصل إليه الإخوان من فشل، وهذا الفشل ليس مرتبطا بالعام الماضى فقط فتاريخ الجماعة ملىء بالإخفاقات والفشل، والجماعة فشلت فى الأربعينيات وجنحت إلى العنف بعد مقتل حسن البنا فعادت إلى نقطة الصفر وفى مطلع الخمسينيات اصطدمت بثورة يوليو وانتهت إلى السجون والمعتقلات ظالمة أو مظلومة، ثم كان فشلها بعد ثورة 2011 وبعد صعودها للسلطة وطعنها الثوار والالتفاف على المطالب الثورية بالتحالفات مع المجلس العسكرى وكانوا دائما السبب فى القضاء على الحركة الإسلامية وتعطيل الحركة الوطنية الثورية.

الأحزاب السلفية باتت تقدم نفسها الآن كبديل للإخوان.. ما رأيك فى ذلك؟
السلفيون هم الخطر القادم على مصر بعد الإخوان لأنهم يتسمون بتصرفات ومعتقدات من شأنها جر مصر إلى الصراع الداخلى بين فئات المجتمع، ويصرون على إحياء قضايا سياسية على أنها قضايا عقائدية مثل القضية الخلافية بين الشيعة والسنة فهى سياسية بالدرجة الأولى، وعلى الرغم من أن الكثير يعلم أنها صناعة أمريكية لتقسيم الأمة الإسلامية إلى شيعة وسنة فإن السلفيين لا يفقهون ذلك، ولو صعد هؤلاء إلى السلطة فإنهم سيوقدون نارا تحرق مصر كلها وستكون أسوأ من الحالة التى أوصلها إليها مرسى، وأحذر المصريين جميعا من فتنة السلفيين ونشاطهم الهدام فى مصر لأنهم يخفون الوجه الفكرى والعقائدى الذى لا يعرفه الكثير ففكرهم ضال وهدام والنتيجة لصعودهم ستكون مزيدا من التخلف للحركة الإسلامية.

وفى رأيى أنه يجب حل جميع الأحزاب القائمة على أساس دينى، والشعب المصرى سيلقن السلفيين درسا قاسيا إذا ما حاولوا ركوب الثورة لأن الشعب «طلق» تجار الدين.

وفى رأيك لماذا تصر أمريكا على استخدام كارت الإسلام السياسى خاصة أنه يتردد أن هناك اتصالات بينها وبين السلفيين؟
بالفعل هناك اتصالات بين الطرفين برعاية المملكة العربية السعودية وأمريكا تبحث عن البديل الأسوأ لحكم مصر، بعد أن خسرت رهانها الأول على الإخوان، فتقوم بالبحث عن بديل بنفس اللون خوفا من أن تحكم الثورة التى تبحث عن استقلال القرار الوطنى وهى تدرك أن عودة مصر إلى الحالة الثورية التى كانت عليها فى مطلع الخمسينيات يعنى أن يكون لمصر شأن، وأن تستغنى عن المشورة والتبعية الأمريكية وإسرائيل، وأوباما يحاكم الآن فى الكونجرس على غبائه فى عدم فهم طبيعة الشعب المصرى، وعلى أنه ساند نظاما فاشيا لم يتقبله الشعب.

وهل تتوقع أن يرحل الإخوان المعتصمون فى «رابعة العدوية» قريبا؟
الموجودون فى ميدان رابعة العدوية ليسوا الإخوان المسلمين وإنما جثة الجماعة التى يجب دفنها من باب أن «إكرام الميت دفنه» وأقول لهم عجلوا بدفن الجثة التى قتلها غباؤكم وطمعكم وعودوا إلى حضن الشعب المصرى، فأنتم تعطلون ثورة شعب وليس لديكم أى بدائل معقولة تطرحونها، ولا أدرى كيف يقبل الإخوان أن يقودهم رجل مثل صفوت حجازى الذى يدفع الجميع إلى المحرقة، وهم سيعلمون بعد فوات الأوان أن صفوت حجازى مدفوع عليهم من جهات ضدهم، وهم جماعة ضيقة الأفق لا يناصرهم سوى المتطرفين.

وهل ستلجأ الجماعة إلى العنف؟
ستبقى جماعة عنف ودماء ما بقى بديع وعزت وشركاؤهما على رأس الإخوان، ولن يتعاملوا مع المجتمع لأنه ينبذ تواجدهم أما عنفهم فسيوجه إلى الجيش والشرطة وسيحول بديع شباب الجماعة إلى مجموعات تخريبية فى مواجهة الشعب والمؤسسات الحكومية لنجدته.

وأنا أؤكد لهم أن معركتهم خاسرة وتجربة الجماعة الإسلامية فى التسعينيات تثبت لهم أن المؤسسات الأمنية والجيش قادرة على سحقهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة