من المفاجآت التى كشفتها حلقات مسلسل «الداعية» الذى يقوم ببطولته هانى سلامة محاولات بعض التيارات الدينية المتشددة التصدى للشخصيات الإعلامية الشهيرة التى لها جماهيرية، وهذا ما شاهدناه على أرض الواقع، حيث تعرض عدد من الإعلاميين خلال فترة نظام الحكم الإخوانى لهجمات عديدة وتلقى بعضهم تهديدات بالخطف والقتل، بجانب قيام هذه التيارات المتشددة دينيا بمحاصرة مكان عمل الإعلاميين أكثر من مرة وهى مدينة الإنتاج الإعلامى والتى تعد من أكبر الجرائم التى ارتكبها التيار الدينى فى ظل حكم الإخوان المسلمين.
مسلسل «الداعية» تناول تلك الأمور بشكل واضح وتحديدا فى الحلقة الـ14، حيث ظهر هشام المليجى الذى يجسد ضمن أحداث المسلسل دور شخصية رجل ينتمى إلى تيار دينى متشدد وهو يحاول إقناع الداعية «يوسف» الذى يجسد دوره هانى سلامة بأنه لابد من اغتيال عدد من الشخصيات الإعلامية الشهيرة حتى ولو معنويا لأنها تسخر من التيارات الدينية عبر قنواتهم وبرامجهم ومنهم الإعلامى الساخر باسم يوسف وإبراهيم عيسى ولميس الحديدى وعمرو أديب وبسمة التى تلعب دور معارضة قوية فى أحداث المسلسل.
واعترف المليجى خلال هذا المشهد بأن هؤلاء الإعلاميين يتمتعون بجماهيرية عريضة والجمهور يستمع لهم، ولهم تأثير قوى لذلك هناك خوف منهم ويجب أن يتم اغتيالهم معنويا عن طريق ترويج شائعات عنهم وعن طريق اللجان الإلكترونية أيضا المعروفة بمهاجمة أى شخصيات تتعارض مع التيارات الدينية، وما كان من الشيخ يوسف الذى يجسد دوره الفنان هانى سلامة، إلا أنه رفض التعامل بهذا العنف سواء مع المسلمين أو المسيحيين.
كما ضم المسلسل وبشكل غير مسبوق فى تاريخ الدراما الأسماء الحقيقية لبعض الحركات السياسية والأحزاب الجديدة التى تأسست بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وطرح بعض أسماء الشهداء مثل «جيكا»، وأبرز المؤلف مدحت العدل أهم الحركات النسائية التى ساهمت فى أحداث الثورة مثل، بهية، وجبهة نساء مصر، وحزب الدستور، والتيار الشعبى، ائتلاف شباب الثورة، وقدم صورا حية لبعض الإعلاميين الذين ساهموا فى تغيير الشارع المصرى من بينهم باسم يوسف، وإبراهيم عيسى، ولميس الحديدى، وعمرو أديب. . ويقول الناقد طارق الشناوى لـ«اليوم السابع»: إن المكاشفة والمصارحة فى الشارع المصرى كانت مباشرة جداً، مؤكدا أنه غالباً ما تكون الدراما بطيئة فى التعبير عن مشاعر وغضب الشعب، ولكن بعد الثورة أصبح كل شىء مكشوفاً، لذلك نجد الأسماء الحقيقية للحركات والأحزاب فى النص الدرامى.
وأوضح الشناوى أن مسلسل «الداعية» يحمل حسا تسجيليا وتوثيقا للثورة فى عام كامل من حكم الإخوان المسلمين، موضحا أن أحداث العمل تضمنت مشاهد لبعض المسيرات والمظاهرات من تلك المسيرات التى خرجت لتطالب «بإسقاط حكم المرشد».
وأكد الشناوى أن المؤلف وحيد حامد هو أول من أطلق على الإخوان المسلمين اسم «الجماعة» 2010 فى مسلسل «الجماعة» والتى كانت تسمى فى السابق «المحظورة» وكان وحيد أول من اعترف بوجودهم بشكل رسمى من خلال مسلسل «الجماعة» حيث إن الدراما دائما تكون خاضعة للنظام، إلا أنها جاءت هذا العام لتحطم الأبواب المغلقة.