لاتزال المستشفيات الحكومية تعانى من النقص الشديد فى اللوازم الطبية وتضطر الحالات التى تلجأ للمستشفى لشراء الأدوات المطلوبة على نفقته الخاصة، ولك أن تتخيل أبا وهو يحمل ابنه الذى سقط، فانكسرت قدمه عندما يهرول إلى المستشفى لنجدة ابنه، فيجد نفسه مضطرا لشراء كل الأدوات على نفقته الخاصة وقد لا يجد معه المال الكافى فيستدين لمعالجة نجله. الملف الصحى فى مصر من أخطر الملفات التى تحتاج لرعاية خاصة فكل الأمور تهون إلا عند الاستنجاد فى المرض فتجد الباب موصدا فى وجهك. وإذا كنا نشير لضعف مستوى الخدمة الطبية، فإن توفير الأدوية والعقاقير الطبية أصبح من رابع المستحيلات. الميزانية التى تقدمها الدولة للصحة تحتاج إلى إعادة نظر والقدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية لاتتناسب مع تزايد أعداد السكان والمستشفيات الخيرية أصبحت البديل لكثير من الناس البسطاء . أن أغلب المشاحنات التى تتم فى المؤسسات الطبية ترجع إلى لهفة أهل المريض لسرعة علاجه والاصطدام بحال المستشفيات الخاوية، ولا يقلل ذلك من الجهود الرائعة التى يبذلها الأطباء لإنقاذ المرضى وتخفيف الامهم.
والطامة الكبرى تكمن فى الأسعار المبالغ فيها التى يطلبها الأطباء فى المستشفيات الخاصة وفى العيادات الخاصة وفى أسعار الأدوية . تحتاج مصر إلى وضع أولويات المرحلة بحيث يشعر المواطن بتحسن ظروفه المعيشية من خلال خدمة طبية لائقة . أن المواطن البسيط لا تعنيه الأوضاع السياسية بقدر ما يعنيه مستوى الخدمات التى تقدمها الدولة له فى حياته اليومية. أن التحدى الحقيقى هو أن يشعر المواطن بالتغيير لأن الناس ملت من الأحاديث عن الخطط المستقبلية والخطب الثورية وتحتاج إلى لمسة حقيقية للمعاناة اليومية والتى يمثل الملف الصحى أحد أولوياتها .
أشرف الزهوى يكتب: مأساة اسمها المستشفيات الحكومية
الخميس، 25 يوليو 2013 08:01 ص