مُحمد عُليمى يكتب: ممنوع الحديث فى السياسة

الأربعاء، 24 يوليو 2013 11:11 م
مُحمد عُليمى يكتب: ممنوع الحديث فى السياسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"رجاءً ممنوع التحدث فى أى نقاش سياسى.. من فضلك " تلك الجملة صادفتها يوماً حين كنت أريد شراء أشياء من مكتبة بحى مصر الجديدة، وأخرى فى أول أيام رمضان عند التوجه لعزومة عائلية وجدت أحد أفراد العائلة وقد علق على جدران منزله تلك الجملة.. بقدر أنها ما ترحم الكثير والكثير من صداع وجدالٍ لا مفر منه سوى الغضب أو القطيعة أو الصمت مما يؤدى إلى الجفاء بين المتحابين بقدر أنها ما تنضح بما داخل العقول والقلوب من أفكار ومشاعر تحكم على فصيل أو شخص ما يمارس تلك الحياة السياسة.

السياسة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أصبحت مواقف وآراء فذاك له آراء سياسية أما ناتجة عن علم دُرس أو عمل سياسى، وميدانى قام بممارسته أو قراءة فى المجال السياسى والتاريخ مما جعل له باعاً جيدا،ً فى الأمور السياسية وأصبح له آراء سياسية بنيت عليها مواقفه السياسية الناتجة بعد آخر ثورة وهى ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، فى عهد مصر الحديث، وأما من مشاهدة البرامج التى لها طابع سياسى معتمدة فى الغالب على صب المعلومات، وحشد الأفكار من المشاهدين تجاه موقف المذيع أو الضيف بوسيلة واحدة هى الحشو أو الصب فى عقل المشاهد..

فالسياسة إن لم تُغير نظاماً فهى رائعة لأنها غيرت نفوساً وأنضجت عقولاً وأظهرت ما بداخل القلوب.. السياسة علمت الكثير من يثور ضد إهدار الدم ومن يثور ليتاجر بالدم وعلمت الكثير من يثور ضد ازدراء الدين ومن يثور ليتاجر بالدين.. وعلمت أيضاً الشخص هل صديقه أو أحد أقاربه يبرر للباطل أم لا.. فمن برر التزوير ومن برر القتل وإباحة الدماء ومن برر استخدام الدين ليشترى به ثمناً قليلا من الممكن غداً أن يبرر ما يشاء لك.. السياسة علمت الكثير من يكذب لينشر خبراً مخالف له فى التوجه السياسى دون وجود أدنى رقيب أخلاقى أو وازع دينى بداخله يوقف له ذاك..

السياسة علمت الكثير أن احترام المرأة فى الطريق أصبح فى انحدار تام وتوقير رجل الدين أصبح معدوما واحترام الرأى الآخر أصبح كلمة فى كتب التاريخ لا نلقى لها بالاً.. أو من الممكن أن ندعى ممارستها ومع أول خلاف نرسل سيلاً من الألفاظ والتوبيخات لمن يخالفنا !

حقاً شكراً للسياسة كشفت لنا أصدقاء يسبوننا ليل نهار واصفين شخصنا بألفاظ كثيرة، وهو يعلم أنى مؤيد لذاك التيار مثل - عفواً مسبقاً على الألفاظ - : الفلول الكلاب أو الإخوان الخرفان أو الليبراليين الأنجاس.. ثم يقولون لا تتحدثون فى السياسة.. نعم السياسة لعبة التلاعب بالأوراق لكسب أكثر النتائج المتاحة شريطة عدم تزحزح المبادئ ولو مقدار أنملة.. منحتنا السياسة فرصة تنقية العقل من قائمة الأصدقاء الذين تنازلت مبادئهم.. منحتنا اختبارا حقيقياً لكل شخص أمام مرآته لبحث سبل معالجة مساوئ النفس وتقويمها.. على الجميع أن يمارس السياسة وهى حق مكفول للجميع وشاهد نفسك وأنت تمارسها صدقنى سترى شخصا يحتاج لمعالجة الكثير والكثير.. حقاً أن السياسة لنعمة من الله لنا فى تلك الحقبة الزمنية.. الحمد لله.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة