إننا نتابع ما يحدث فى مصر بالكثير من الحرص والقلق، إدراكاً منا لأهمية مصر الاستراتيجية وإيماناً بما تشكله من ذخر قومى للأمة العربية بشكل عام ولفلسطين بشكل خاص، واحتراماً للعلاقة التاريخية بين الشعبين والتى تمر الآن بمنعطف حساس جراء ما يحدث من أعمال إرهابية ضد الجيش المصرى ومؤسساته فى سيناء، وما يتردد عبر وسائل الإعلام المصرية من أخبار عن ضلوع جهات فلسطينية بهذه الأحداث، ولأن الأمر أخذ منحى تحريضيا يطال كل الشعب الفلسطينى ويضر بمصالحه ويهدد قوة وتماسك العلاقة بين الشعبين ولكل ما سبق نؤكد على الآتى:
١- إن الشعب الفلسطينى وعلى مدار التاريخ يحمل للشعب المصرى كل مشاعر الود والاحترام والحرص على مصر وشعبها إيماناً بدورها وحجمها وأهميتها.
٢- إن الجيش المصرى البطل هو الضمانة المتبقية للذود عن مقدرات الأمة العربية والدفاع عن أمنها القومى وقضاياها المصيرية، خاصة بعد تدمير جيش العراق وما يحدث مع الجيش السورى.
وعليه فإن المساس بالجيش المصرى ومؤسساته ومحاولات استهدافه وإنهاكه والنيل من هيبته ومكانته لا يمت للشجاعة والوطنية بأى صلة ولا يعبر عن أى انتماء للعروبة والإسلام، إنما يضع أصحابه فى دائرة الشبهة والخيانة، وذلك على قاعدة أن البندقية الفلسطينية التى لا توجه لصدر الاحتلال الإسرائيلى هى بندقية مأجورة.
٣- إننا فى حركة فتح نؤمن بهذه القيم الأصيلة فى علاقتنا مع الشقيقة الكبرى مصر وقد أثبتنا ذلك بالممارسة حين كان قطاع غزة يخضع لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية،، ونتحدى أن يسجل أحد أى ملاحظة أو حادثة أو محاولة للمساس بالأمن القومى المصرى خلال تلك المرحلة، فلم تطلق رصاصة واحدة تجاه مصر ولم يكن هناك أنفاق ولا عمليات فى سيناء.
استمر هذا النهج حتى انقلاب حماس على الشرعية وسيطرتها على قطاع غزة.
٤-إن حركة حماس تتحمل المسئولية الكاملة عما يحدث فى غزة ومن غزة بحكمها سلطة الأمر الواقع التى أفرزها الانقلاب العسكرى، ولأن ما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية واعتداءات على الجيش المصرى تشكل خطراً على المصالح العليا للشعب الفلسطينى وتمس قضاياه الحياتية وحاجاته اليومية وتؤثر على معبر رفح المنفذ والمتنفس الوحيد لشعبنا.
ولذلك على حركة حماس أن تعلن عبر مؤتمر صحفى وعلى لسان قيادات الصف الأول أن لا علاقة لها بما يحدث فى مصر وأنها لا ولن تتدخل فى الشأن المصرى الداخلى وأنها تدين وتستنكر عمليات الاعتداء على الجيش والأمن المصرى، ومؤسساته وأن تعلن عدم مسئوليتها عن أى شخص أو مجموعة يثبت تورطها فى تلك الممارسات المشبوهة.
وعلى حماس أن تقرن الأقوال بالأفعال وتبدى استعدادها للتعاون مع الأمن المصرى حتى تجنب شعبنا فى غزة ويلات وتبعات السلوك الأرعن والمشبوه.
٥- إننا نناشد الدولة المصرية عدم تحميل الشعب الفلسطينى مسئولية ما يحدث فى سيناء، كما من الظلم معاقبة الشعب الفلسطينى كافة جراء ممارسات البعض المنفلت والمشبوه والذى يخدم أجندات خارجية معادية للأمة العربية ومصالحها القومية.
٦- إننا نتوجه للإعلام المصرى الحر والشجاع الذى وقف بجانب الإرادة الشعبية المصرية وصنع المعجزات فى زمن قياسى، أن يتحمل مسئولياته الأخلاقية والقومية تجاه الشعب الفلسطينى، وأن لا يفقد البوصلة المهنية والأخلاقية وأن يحذر من لغة التحريض التى تطال كل الشعب الفلسطينى، والتى توغر صدر المصريين وتعبئهم بالأحقاد تجاه فلسطين وشعبها، وأن يتم تسمية الأمور بمسمياتها،، وألا يؤخذ الشعب الفلسطينى بجريرة أفعال أفراد أو مجموعات أو جهات لا تمثل كل الشعب الفلسطينى ولا تعبر عنه.
إن الشعب الفلسطينى يقف بكل مشاعر الود والوفاء والاحترام مع الشعب المصرى وثورته المظفرة، وينظر بإجلال وإكبار إلى الجيش المصرى البطل حارس الأمة العربية الأمين، والذى روت دماؤه الطاهرة أرض فلسطين فى كل معاركها مع الاحتلال.
إن شعبنا الفلسطينى صاحب العادات والتقاليد الأصيلة والشجاعة لا يقابل الحسنة بالسيئة ولا ينكر الجميل، وإنه يقف بكل جوارحه إلى جانب الشعب المصرى الشقيق وثورته العظيمة ويتضرع إلى الله أن يحمى مصر ويخرجها من أزمتها عزيزةً قويةً وأن يجنبها المحن وشر الفتن، وأن تقود الأمة العربية باقتدار نحو المستقبل الواعد بالأمن والازدهار.
والله من وراء القصد
* عضو فى حركة فتح الفلسطينية.
سمير المشهراوى يكتب: أيها المصريون العظماء لا نحمل لكم ولجيشكم سوى الود والوفاء
الأربعاء، 24 يوليو 2013 06:05 م