لم يكن بيننا من يتصور أن فى أعماق الشعب المصرى الوديع بفطرته الطيب بطبيعته ذلك القدر من مخزون العنف الذى تشهده «مصر» هذه الأيام، ولقد رأى الجميع أن العمل السياسى واقتحام دائرة السلطة هى أمور تحتاج إلى الحوار وتستند إلى المصالح العليا للوطن إذ يجب أن يدرك الجميع أن فى «السياسية» - كما فى غيرها - رابح وخاسر، حاكم ومحكوم، وأن تداول السلطة جزء لا يتجزأ من فلسفة النظام الديمقراطى، إننى أتطلع إلى يوم أرى فيه رئيسا للبلاد يملك ولا يحكم وليكن دبلوماسيا صادقا أو قاضيا محترما بينما تبقى سلطة الحكم فى يد رئيس الوزراء الذى يأتى من «حزب الأغلبية» عبر انتخابات حرة ونزيهة، إننى لازلت أظن أن النظام «البرلمانى» هو الأنسب لبلد مثل «مصر»، إن نبذ العنف هو البوابة الحقيقية لدخول عصر جديد.