يصلح كتاب (الأمير) للكاتب والسياسى الإيطالى نيقولو ماكيافللى لتفسير ظواهر وسياسات معاصرة رغم مرور 500 عام على كتابته أو نصيحة مؤلفه بأن يكون الإنسان ثعلبا وأسدا فى آن واحد لمواجهة أى موقف يستدعى المكر أو الشجاعة.
فيقول ماكيافللى "على المرء أن يكون ثعلبا ليعى الفخاخ المنصوبة له وأن يكون أسدا ليرهب الذئاب" بمعنى أن يكون قادرا على استخدام الحيلة والقوة للوصول إلى الغاية بعيدا عن المعايير الأخلاقية.
ويرى ماكيافللى (1469-1527) أن الأقاليم التى تشق عصا الطاعة ثم تستعاد لا يمكن أن تضيع مرة أخرى "لأن الحاكم يكون حينئذ أشد رغبة فى تأمين مركزه بمعاقبة المعتدين وكشف الشكوك وتقوية نقط ضعفه."
ويستعرض وصول شخص ما إلى السلطة برغبة "المواطنين وليس بالجريمة أو العنف... بلوغ هذه الولاية لا يتوقف بتاتا على الجدارة أو الحظ ولكنه يعتمد بالأحرى على المكر يعينه الحظ لأن المرء يبلغها برغبة الشعب أو بإرادة الطبقة الأرستقراطية."
ويقول المترجم المصرى محمد مختار الزقزوقى فى مقدمة الطبعة العربية التى تقع فى 212 صفحة متوسطة القطع وأصدرتها دار الشروق بالقاهرة ضمن مشروع "شروق- بنجوين" إن (الأمير) من المراجع الأساسية فى فنون وأساليب السياسة والحكم "ولكن ما جاء فى الكتاب من أفكار جعل صاحبه مرادفا للشيطان تارة وعدوا للأخلاق تارة أخرى" كما أصبح مصدرا لمساعدة الحكام المستبدين.
وفى فصل عنوانه (فى الشدة واللين) يناقش ماكيافللى ما إذا كان على الحاكم أن يكون محبوبا أو صاحب هيبة ويرى أن كلا الأمرين مطلوب فى الوقت نفسه.
فيقول إن البشر يجحدون المعروف ويظهرون غير ما يبطنون ويطمعون فى الكسب وإن الصداقة "تكتسب عن طريق الشراء لا عن طريق عظمة الروح ونبلها تشترى ولكنها غير مأمونة ولن تستخدم لمصلحتك عن الطوارئ" وإن الناس يترددون فى الإساءة إلى من يحبون بدرجة تقل عن ترددهم فى إيذاء من يهابون.
وفى فصل عنوانه (فى الطريقة التى يحفظ بها الأمراء عهدهم) يقول إن على الأمير أن يبدو رحيما ووفيا وصادقا ومتدينا ولكن عليه أن يكون مهيأ لأن يسلك عكس هذه الخصال.
فيرى أن الأمير يضطر أحيانا إلى أن يأتى أعمالا ضد الوفاء "وضد الدين لكى يحافظ على الدولة" وعليه أن يكون مستعدا لأن يكيف نفسه "مع الريح التى تهب" وألا يتردد فى اقتراف الشر إذا اضطر إليه.
ونشر الكتاب فى ملحق تقديم الزعيم الفاشى بنيتو موسولينى للطبعة الإيطالية عام 1924 والذى وصف فيه ماكيافللى بأنه كان شديد التشاؤم فيما يخص الطبيعة البشرية "إنه يحتقر البشر... البشر عند ماكيافللى خبثاء... على استعداد لتغيير أهوائهم وعواطفهم" ويرى أن الأمير هو الدولة.
وكانت دار الشروق وقعت مع دار النشر العالمية بنجوين فى نهاية عام 2010 اتفاق مشروع (شروق- بنجوين) للنشر المشترك بهدف ترجمة أعمال من سلسلة "كلاسيكيات بنجوين" إلى العربية إضافة لترجمة أعمال كلاسيكية عربية إلى الإنجليزية ومنها (كليلة ودمنة) لعبد الله بن المقفع و(طوق الحمامة) لابن حزم و(تخليص الإبريز فى تلخيص باريز) لرفاعة الطهطاوى و(يوميات نائب فى الأرياف) لتوفيق الحكيم و(ليالى ألف ليلة) لنجيب محفوظ.
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشقة...لتراب مصر
مريض!