تتميز محافظة الشرقية بوجود 100 موقع أثرى بها، أهمها فى صان الحجر التى يطلق عليها الأهالى "أقصر الشرق"، وتل بسطة بالزقازيق والتى كانت عاصمة لمصر القديمة، ومع ذلك فإن المواقع الأثرية فى حاجة إلى توفير الحماية اللازمة لها فيى وقت انتشرت فيه أعمال التنقيب فى الخفاء وليلا بالقرب من المناطق الأثرية، وداخل المنازل، بل إن بعضهم أقام أسوارًا حول أراض يشتبه وجود أثار بها لإخراجها.
يقول الأهالى إن أعمال التنقيب عن الآثار لم تتوقف وزادت هذه الأيام فى ظل انشغال الأمن بالأحداث التى تمر بها البلاد، وقام البعض بالتنقيب داخل منازلهم وفى الأراضى الزراعية القريبة من المناطق الأثرية وذلك بعد عمل أحواش حتى لا يراهم أحد، ولا سبيل سوى مداهمة هذه الأماكن واتخاذ الإجراءات القانونية لحماية كنوز مصر.
محمد يوسف، ويعمل محاميا من الحسينية، يقول إن المواقع الأثرية فى صان الحجر وتانيس وقنتير ومنشاة أبو عمر وعزبة التل لم تسلم من التنقيب، وكنا نسمع ضرب النار والتناحر بين العائلات كلها.
وأضاف "يوسف" أن هذه المواقع تحتاج نظرة من الدولة، خاصة وأنها كانت مزارا للسياح لكنها خربت وهو ما أعطى فرصة لتجار الآثار للتنقيب بجوار هذه المناطق، وأصبح الغالبية بالمركز مصابون بهوس الآثار، وراحوا يبحثون عن الدجالين والمشعوذين الذين يستنزفونهم ماديا بعد الحفر على أعماق كبيرة بمنازلهم وأراضيهم الزراعية، وسبق أن دفع بعضهم حياته نتيجة انهيار الحفر عليه، كما انتشرت تجارة الآثار المضروبة عن طريق عمل تماثيل فخار وعرضها على التجار بوصفها عينة.
ومن جانبه، يقول محمد البطران، من فاقوس، إن التقيب عن الآثار انتشر بصورة أكبر خاصة بعد ثورة 25 يناير، وأصبح ظاهرة عامة لكل من يرغب فى الثراء السريع دون تعب، خاصة فى ظل عدم تأمين المناطق الأثرية، مطالبًا أبناء المجتمع بحماية تراثهم وتاريخهم الذى تتميز به مصر، لافتا إلى أن الشرقية بها ثلث آثار مصر وتحتاج لرعاية، مؤكدا على ضرورة تشكيل لجان شعبية لحماية هذه الأماكن من أى خروقات فى ظل الأوضاع الراهنة.
فيما طالب محمد سعيد بتغليظ عقوبة سرقة الآثار والإتجار فيها باعتبارها ثروة قومية، وستؤدى الأحكام الرادعة إلى الحد من هذه الظاهرة التى استشرت فى أنحاء المحافظة
أما عبد الحليم القصبى، صيدلي، فيقول إن منطقة صان الحجر تعد من أشهر المناطق الأثرية على مستوى الدلتا، ويرد إليها السائحون ولكنها تعانى الإهمال، فالحراسة غير مسلحة لصد أى محاولات للسرقة، وكل ما يحمله الحراس عبارة عن "شوم" فقط، وسبق أن وعد المسئولون بتسليحهم لحماية هذه الكنوز.
ويضيف حسين على أن المنطقة الأثرية بصان الحجر فى حاجة إلى إنارتها بالكامل لتوفير الأمن، خاصة أن الظلام الدامس يشجع لصوص الآثار على العبث بها، كما أن منطقة تل بسطة الأثرية هى الأخرى تعانى الإهمال برغم إنفاق أكثر من 20 مليون جنيه على تطويرها، مشيرا إلى أن شبكة الصرف الصحى المجاورة الخاصة بالمسكن قديمة ودائمة الانفجارات وتتسرب مياه الصرف الصحى بالمنطقة مما يهدد أجمل القطع والتماثيل والمعابد النادرة ويعرضها للخطر.
أهالى الشرقية يطالبون بتوفير حراسات على مناطقها الأثرية
الأربعاء، 24 يوليو 2013 09:37 ص
جانب من آثار الشرقية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة