أؤمن بأن قضاء الله كله خير.. وأن الله أراد لنا أن نخوض التجربة مرتين لنتعلم من أخطائنا، ونصوب خطأنا ونطهر صفوفنا.
فلا مجال فى المرحلة الجديده لأخطاء الماضى.. لقد كان درساً قاسياً ولكننا تعلمناه؛ أو أتمنى أن نكون قد تعلمناه جميعاً، على اختلاف توجهاتنا.. فنحن أمام مرحلة انتقالية جديدة ولن يغفر التاريخ أبدا لمن عاش التجربة ولم يتعلم منها؛ ولم يدرك أسباب إخفاقه فى أى من مراحلها.
لذلك على كل منا أن يسأل نفسه، ومن يقفون فى صفه.. ماذا تعلمت، فهل تعلم التيارالمدنى أن كثرة الأحزاب المتشابهة الأهداف والرؤى لا تفيد؟.
هل تعلم التيار المدنى أن التوافق على مرشح رئاسى واحد فقط هو السبيل الصحيح؟ هل تعلم مرشحو التيار المدنى فى الانتخابات البرلمانية أن تنافسهم فيما بينهم يصب فى مصلحة غيرهم؟
هل تعلم المتأسلمون أن التجارة بالدين لن تفيد؟ هل تعلم المتأسلمون أنه لابد من برنامج سياسى واضح المعالم، إن أرادوا المشاركة فى العملية السياسية؟
هل تعلم المتأسلمون أن الدستور يكتبه متخصصون ولا مجال للسيطرة عليه من فصيل واحد؟
هل أدرك المتأسلمون أن الديمقراطية ليست سلما نصعد عليه ثم نحطمه؟ هل تعلم البسطاء أن أصواتهم أغلى بكثير من كيلو سكر وزجاجة زيت؟
هل أدرك البسطاء أننا لسنا فى صراع بين الإسلام والكفر، هل تعلمنا كيف لا ننخدع مرة أخرى فيمن شقوا صفنا بادعاء الوسطية.
هل تعلم راغبو السلطة أن الشعب لا يمنح تفويضاً مطلقاً، وأنه سيبقى رقيباً على الجميع؟ هل أدركنا أن (المصالحة؛ التوافق؛ والاصطفاف) ما هى إلا مصطلحات تحمل فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب؟
هل أدركنا أن "المصالحة الوطنية"، ما هى إلا كلمة يصدّرها المجرمون فى حق الوطن ليفلتوا من العقاب.. ويرددها خلفهم بعض الفشلة والساذجين.
لقد رفضنا فى السابق حديث المصالحة مع نظام مبارك فى المال والأرض. . فجاءنا اليوم من يحدثنا عن مصالحة الإخوان فى الدم !!
أليس من الاستغفال أن يحدثك أحدهم عن المصالحة مع القاتل
فى نفس الوقت، الذى ما زال يمارس فيه القاتل سفكه للدماء !! أى مصالحة ترجون؟
ربما يغفر التاريخ للثوار خطأ جديدا.. ولكن لا أظنه سيغفر لهم خطأً مكرراً، فاحذروا من شق صفنا فى المرة الأولى بوهم الاصطفاف؛ واحذروا المصالحة فى الدماء؛ والتوافق المبنى على تنازلات؛ والاصطفاف المبنى على الغش والتلون والخداع.. فأهداف ثورتنا ليست محل تفاوض.. ودماء شهدائنا لن تضيع هباء.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نخبة الفراخ البيضاء
خارطة الطريق محكوم عليها بالتعثر و تصعيد الانقسام لأنها اختارت طريق الالغام تماما كـ 25 ين