نقاد: ثورة يوليو أفرزت جيلاً عظيماً من الأدباء

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 05:19 م
نقاد: ثورة يوليو أفرزت جيلاً عظيماً من الأدباء الزعيم جمال عبد الناصر
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورات حين تقع لا تنجح فى الغالب إلا بتغيير الإطار الفكرى للمجتمعات، بل أحياناً تكون الثورات الفكرية هى الأصل فى تحرك الشعوب نحو الثورة السياسية والاجتماعية، وكثيراً ما يقدم الأدباء رؤية تختلف عن غيرهم للثورات، تتراوح ما بين تحريكها، ودعمها، إلى جانب تحليلها والوقوف على أخطائها، بل واستشراف مستقبلها فى كثير من الأحيان، فثورة 1919م، التى خلقت جيلاً من الأدباء أسسوا لكتابة وطنية، هم أنفسهم الذين مهدوا بكتاباتهم لقيام ثورة 23 يوليو 1952م، مثل عباس العقاد، الذى كان يرى أن الجمال هو الحرية، والحرية هى الجمال، وكذلك طه حسين، ونجيب محفوظ، وكما خلقت ثورة 1919م، جيلاً تنبأ بثورة يوليو، خلقت ثورة يوليو أيضاً جيلاً من الأدباء، الذين كانوا النبض الحى للثورة، والمعبرين عنها بأقلامهم.

وفى هذا الصدد، قال الدكتور صلاح فضل، إن الأدب ليست مهمته التنبؤ بالمستقبل، والتعرف على ملامحه مسبقاً، ولكن المهمة أخطر وأعمق من ذلك، لأن الفن والأدب يحفران بعمق فى الماضى والحاضر، ليشكلا من المياه التى تتدفق عبرهما شكل المستقبل، ويرسما أحلام الشعوب، ويعبروا عنها.

وأضاف فضل إن ما حدث فى ثورة يوليو، رسم من الأدب والفن والثقافة، حُلم المبدعين لوطن لا يخضع لملك فاسد، ولا ظلم اجتماعى فادح، فرسم الأدباء حلماً لمصر أن تكون حرة مستقلة، تتميز بالعدالة الاجتماعية، وخرج شباب عسكريين ومدنيين فى الثورة ليحققوا حلم المبدعين.

وأشار فضل إلى أن هناك عدد كبير من الأدباء كانوا نتاج ثورة يوليو، وقال أن الثورة جاءت بأدباء جدد استحدثوا أحلاماً جديدة، وهم جيل الستينات والسبعينات، من روائيين، وباحثين، ونقاد، أخذوا ينشدون ما لم تستطع الموجة الثورية التى فجرها الضباط مزيداً من الحرية والتطلع للديمقراطية.

أما الناقد والشاعر شعبان يوسف قال لا يمكننا الجزم بأن أدباء ما قبل يوليو، تنبأوا بالثورة، ولكن كل الكتابات أنذاك كانت ساخطة على الوضع السياسى، والاجتماعى، وظهر ذلك فى روايات عديدة، منها رواية "المعذبون فى الأرض" للدكتور طه حسين، وكذلك روايات نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوى، وربما يمكننا القول أن الشاعر كمال عبد الحليم قد يكون هو من تنبأ بالثورة فى كتاباته.

وأشار يوسف لما بعد يوليو، فقال أن الثورة أفرزت عدداً من الأدباء عبروا عن الثورة مباشرة مثل جمال حماد، ويوسف السباعي، وعبد المنعم الصاوي، ولكنها كتابات لم تكن قوية، مشيراً إلى أن جيل الستينات هم النتاج الأدبى الحقيقى لثورة يوليو، مثل يوسف القعيد، وجمال الغيطانى، وعطية إبراهيم، وغيرهم.

وأكد يوسف على أن الثورة أوجدت مناخ ثقافى هائل، وكان هذا الإنتعاش الثقافى من أهم نتائجها، فالأدب الواقعى نشأ فى حضن الثورة، والمسرح عادت له روحه ثانية، متمثلاً فى كتابات سعد الدين وهبة، ونعمان عاشور.

بينما قال الناقد الدكتور حسام عقل قال، لا شك أن هناك كتابات مهدت بقوة ووضوح لثورة يوليو 1952م، ولا شك أن هناك نصوصاً روائية بالخصوص إقتربت من روح الثورة، وتنبأت بها.

وأضاف عقل إن رواية "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي، كانت جزءاً من النبض الثورى، وتأهُب البلاد لثورة كبيرة تطيح بالرأس مالية المتوغلة، وكذلك كتابات إحسان عبد القدوس، وأيضاً نجيب محفوظ تنبأ فى كثير من أعمال بالثورة، ودعا لها.

وأوضح عقل أن حركة الشعر التفعيلى تحدثت عن الثورة وأرهصت بها، ويضاف إليه عدد من المقالات التى تنبأت بالثورة مثل مقالات أحمد حسن الزيات.

وعن حالة الأدب بعد يوليو 1952، وجيل الأدباء الذين ولدوا من رحم الثورة، قال الدكتور حسام عقل أن النصوص الشعرية والروائية، والمسرحية التى جاءت بعد ثورة يوليو، حاولت أن تثبت قوانين الثورة، وتتبنى أهدافها، وطموحاتها، وأبرز من ظهر من الأدباء بعد الثورة كان يوسف السباعى، الذى ظل صوتاً معبراً عن الثورة ومشروعها، فهو كان أكثر الروائيون قوة فى الدفاع عنها، كما احضنته الثورة، وأعطته فرصته فأصبح وزيراً للثقافة آنذاك.

وأضاف عقل هناك أيضاً التغيير الذى حدث فى حركة شعر التفعيلة على يد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، وأيضاً فى حركة المسرح، الذى ازدهر فى الستينيات، وتصدر المشهد المؤلف سعد الدين وهبة، ونعمان عاشور.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو رامى الصعيدى

اوجة الشبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة