"نحو شرطة لشعب مصر" يوصى بنشر ثقافة حقوق الإنسان بين رجال الشرطة

أوصى المشاركون فى مؤتمر "نحو شرطة لشعب مصر"، الذى نظمته جمعية الشرطة والشعب لمصر، بضرورة الاهتمام بنشر ثقافة حقوق الإنسان بين جميع المواطنين، وتوعيتهم بحقوقهم التى كفلها لهم الدستور والقانون وعدم التغاضى عن أى مساس بها.

وشدد المشاركون فى المؤتمر على أهمية تثقيف رجال الشرطة بحقوق المواطنين وحرياتهم بما لا يخل بأمن المجتمع وسيادة القانون، وتعديل بعض مواد قوانين العقوبات والنص صراحة على الجرائم التى ترتكب من قبل ممثلى السلطة، وكذلك النص صراحة على ضرورة تشديد عقوبة القتل بدون مسوغ قانونى إذا ما وقع من جانب رجال الشرطة.

من جانبه، قال الدكتور حسن الحيوان رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطة والشعب لمصر، إن آداء الشرطة المصرية شهد تطورا ايجابيا خلال الفترة المعاصرة لثورة 30 يونيو، مما ساعد على مد جسور الثقة والتعاون بين المواطن ورجل الشرطة، لافتا الى أن الشرطة تكبدت العديد من الخسائر سواء فى الأرواح أو المعدات منذ 25 يناير وحتى اليوم، وهو ما يستلزم دعمها باستمرار، بما يضمن إنفاذ القانون دون أى تجاوز كما كان يحدث فى السنوات السابقة.

وأكد إسلام همام مسئول المكتب الإلكترونى وعضو اللجنة المركزية لحركة "تمرد" أن التجربة أثبتت أن الشعب المصرى هو القائد والمعلم، وأنه قادر على تحقيق المستحيل، وأن الشرطة المصرية استوعبت هذا الدرس جيدا مع قيام ثورة 25 يناير، مؤكدا أن الشعب يعول كثيرا فى المرحلة المقبلة على الشرفاء من رجال الشرطة لتحقيق أمنه واستقراره، لافتا فى الوقت نفسه الى أن هناك حقوقا لبعض المواطنين لدى القلة الفاسدة من رجال الشرطة، وهى حقوق لا تراجع عنها بل سيطالب الجميع بها.. مشددا على أن الشعب المصرى يثق تماما فى أن الأجيال القادمة من رجال الشرطة ستقف إلى جانب الشعب، ولن تتورط فى ارتكاب أى جرائم فى حق المصريين، نظرا للحظة التحول التاريخى التى تعيشها البلاد حاليا.

واقترح الرائد محمد الطنوبى المتحدث الرسمى باسم النادى العام ضباط الشرطة تعيين ما يسمى بـ"ضابط اتصال الشعب" بكل قسم شرطة، تكون مهمته التواصل مع أهالى الدائرة ومنظمات المجتمع المدنى والاستماع إلى شكواهم واقتراحاتهم ورفعها إلى المسئولين بوزارة الداخلية، بالإضافة الى تنظيم زيارات إلى المدارس بشكل مستمر لإلقاء محاضرات حول الأمن وحقوق الإنسان والحماية المدنية، وغرس قيم الولاء والوطنية لدى الأجيال الناشئة، فضلا عن تنظيم ندوات شهرية بالمراكز الشبابية بالقرى والنجوع بكافة محافظات الجمهورية لتحقيق التواصل بين الشرطة والشعب وتعزيز مبادئ المواطنة.

بدوره، شدد الدكتور إيهاب يوسف الخبير الأمنى وأمين عام جمعية الشرطة والشعب لمصر على ضرورة تحقيق الإرادة السياسية لإنفاذ القانون، والتأكيد على استقلالية جهاز الشرطة عن أى نظام حاكم، فضلا عن إعادة ثقة الشرطى فى قدراته والتخلص من سلبيات الماضى، وبناء جهاز أمنى متطور يعمل وفق آليات جديدة، بالإضافة الى ضرورة إعادة النظر فى التشريعات التى تنظم العمل الأمنى ومراجعتها بما يحقق القدرة لجهاز الشرطة على تحقيق الأمن مع ضمان احترام حقوق الإنسان، فضلا عن منح المجلس الأعلى للشرطة بالتعاون مع المجالس المنتخبة لأندية الشرطة سلطات متابعة تنفيذ استراتيجية وزارة الداخلية بعد إقرارها بالتوافق بين هذه الجهات ووزير الداخلية لتعظيم الفائدة منها.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر قد عقد بمركز إعداد القادة بالعجوزة بحضور عدد كبير من ممثلى القوى السياسية والمثقفين والفنانين، ومن بينهم الدكتور عبد الجليل مصطفى، والمنتج محمد العدل، والدكتورة منال عمر، والنقيب هشام صالح المسئول الإعلامى للنادى العام لضباط الشرطة، والفنان سامح الصريطى والناشط الحقوقى حافظ أبو سعدة.